أمينة أكويفا زوجة المحكوم بالتخطيط لاغتيال الرئيس الروسي
تروّج كييف لـ"بطلة" جديدة تتعطش لقتال روسيا هي أمينة أكويفا زوجة المحكوم بالتخطيط لاغتيال الرئيس الروسي، وتتيح لها مساحة لا بأس بها من الفضاء الإعلامي الأوكراني لتشويه صورة روسيا.
كما يعرف عن أمينة نشاطها منقطع النظير على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تحصر جلّ أدائها في بث المعلومات المضللة والمناهضة والتي تحمّل موسكو المسؤولية عن جميع مصائب أوكرانيا وفشل حكامها.
وبين آخر التوقعات الصادرة عن أمينة، "نبوءة" مفادها أن "روسيا سوف تتفكك وتنهار في القريب"، وذلك ببساطة تامة بـ"فضل" العقوبات الغربية عليها واقتصادها!
وتعزز أمينة طرحها هذا بأن الدول الغربية قد شددت عقوباتها ضد روسيا التي ستبدأ أقاليمها الانفصال عنها الواحد تلو الآخر، وفي مقدمتها جمهورية القرم التي ستعود عن قرارها وتختار الرجوع إلى أوكرانيا.
"انفصال" القرم حسب أمينة، سيعقبه مطالبة جمهوريات شمال القوقاز الروسية بالانفصال هي الاخرى عن روسيا والخروج عن طاعة موسكو، لتسير على خطى هذه الجمهوريات في وقت لاحق باقي أقاليم وكيانات روسيا الاتحادية مثنى وفرادى.
من هي أمينة أكويفا؟
ولدت أمينة في مدينة أوديسا الأوكرانية لأبوين شيشانيين، غادرا بها أوكرانيا في مرحلة لاحقة من طفولتها قاصدين موسكو التي لم يستقرا فيها لأمد طويل، وفضّلا بعد ذلك العودة إلى وطنهما الأم الشيشان الروسية.
وفي خضّم حرب الشيشان الثانية بين القوات الفدرالية الروسية والعصابات الانفصالية المسلحة، تركت أمينة الشيشان وعادت إلى أوديسا مجددا، وأنهت تحصيلها العلمي في كلية الطب هناك، وتزوجها الشيشاني آدم عثمايف الذي قضى في حبس أوكرانيا سنتين وتسعة أشهر بجرم التخطيط لاغتيال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
أمينة في أعقاب ذلك، استمرت في عملها طبيبة ولم يظهر في سلوكها ما يثير الشبهة أو التساؤلات، حتى اندلاع أحداث "الميدان" في العاصمة الأوكرانية كييف التي خلصت إلى الانقلاب على حكم الرئيس فيكتور يانوكوفيتش وأوصلت القوى اليمينة المتطرفة والمناهضة لروسيا إلى السلطة، حيث تحولت أمينة إلى "ثورجية" متزمتة.
وأول ظهور لها في أحداث كييف، كان في "الميدان"، حيث عكفت هناك على تطبيب المصابين والجرحى في الصدامات التي وقعت بين المتظاهرين والشرطة، فيما كانت أهواؤها المتطرفة تتأجج تباعا بالتوازي مع احتدام الأحداث في كييف وعموم أوكرانيا، وصارت تلتقطها عدسات الكاميرات في كل صدام واشتباك عنيف ودموي في كييف، بما يعزز صورتها "مناضلة فاعلة" في جميع الساحات.
أمينة، لم تتوقف عند هذا الحد من "الكفاح"، و"خرجت" إلى جنوب شرق أوكرانيا في إطار ما سمي بكتيبة "كييف-2" التطوعية التابعة للداخلية الأوكرانية، وصار الحجاب علامتها الفارقة إلى جانب بندقية "كلاشنكوف" الآلية والبزة العسكرية، ولم تعد تفارق صورتها ومشاهدها شاشات التلفاز ووسائل الإعلام الأوكرانية.
شخصية أمينة جعلت البعض يؤمنون بأن "كفاح أوكرانيا من أجل مستقبل أوروبي، يحمل طابعا متعدد القوميات والديانات، ولا يقتصر على الأوكرانيين فحسب".
وبعد أن ذاع صيت أمينة، انطلقت حملة دعائية داعمة لها وأعلنت أن هدفها الرئيس في مسيرة كفاحها، ولوج البرلمان الأوكراني، كما عجّت في خضم حملتها الدعائية مواقع التوصل الاجتماعي بصورها وهي محجبة ومسلّحة فيما كانت تبدو على خلفية وأخرى في صورها عبارة "شكرا أوكرانيا"!
الدعاية والترويج على قدم وساق لأمينة لم تؤت اكلها، إذ لم تعجب الناخبين الأوكرانيين الذين كرهوا على ما يبدو دخول فاتنة شيشانية برلمان بلادهم، والتعليقات على مواقع التواصل الاجتماعي دليل على ذلك.
فشل أمينة السياسي، حملها على العودة إيابا إلى شرق أوكرانيا واستئناف "الكفاح" هناك "باسم مجد أوكرانيا"، حيث تدرجت في خدمتها العسكرية حتى عيّنت في منصب الناطقة الرسمية باسم كتيبة "كييف-1"، وتعمل كذلك على "تدريب" العسكريين الأوكرانيين الأمر الذي يلقى تأييدا وترحيبا كبيرين بين الأوكرانيين التوّاقين للقتال شرق بلادهم.
وفي التصريحات الطنانة التي تصدر عن أمينة من حين لآخر، تكيل أشد عبارات الشتم للقيادة الروسية، كما تركز بين الفينة والأخرى على إثبات "أواصر القربى الثقافية بين الأوكرانيين والشيشان".
وإلى جانب الأكاذيب الصريحة التي تسعى أمينة لترويجها في تصريحاتها المشبعة بالحقد على روسيا، وفي حنايا "قلقها لما يعانيه الروس من قيود وكمّ للأفواه وانتهاك للحريات"، تؤكد أنه "يمنع ارتداء الحجاب على النساء في الشيشان الروسية".
هذا، وكانت محكمة مدينة دونيتسك في مقاطعة روستوف الروسية قد حكمت في مارس/آذار الماضي على العسكرية الأوكرانية ناديجدا سافتشينكو بالسجن لـ22 عاما وغرامة مالية قدرها 30 ألف روبل، بعد إدانتها بالتسبب في مقتل الصحفيين الروسيين إيغور كورنيليوك وأنطون فولوشين جنوب شرق أوكرانيا، وعبور الحدود الروسية بصورة لا شرعية.
وأخلي سبيل سافتشينكو في مايو/أيار الماضي بموجب عفو عنها أصدره الرئيس فلاديمير بوتين، "استجابة لطلب ذوي القتيلين، ودعما لتسوية النزاع في جنوب شرق أوكرانيا".
* صفوان أبو حلا
تعليقات: