الكاتب عـيّـاد محـمّد رضا مهنـا

خرج الامام الحسين (ع) لطلب الاصلاح في أمّة جده وأبيه (ع) عندما رأى أن مُعظم الناس في الأمّة لم تعد تعمل بسيرة النبيّ الأعظم (ص) وأمير المؤمنين (ع) والحسن المجتبى (ع)، لكون هذه السّيرة هي التطبيق العملي بين البشر التي أمرنا الله بتطبيقها، ولأن الإيمان بالله سبحانه وتعالى ليس قولاً فقط بل عملاً ملموسًا.

وما خبرناه في الحياة، هو العمل، ثمّ العمل، ثمّ العمل، وقول الله بهذا الشأن أسبق منا بكثير وأبلغ عندما أنزل في كتابه الكريم بسم اللّه الرّحمن الرّحيم "وقل اعملوا، فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون" وكلمة (فسيرى) في الآية الكريمة تفيد الاستمرارية والديمومة، لكونها فعلاً مضارعًا.

وها نحن، نرى ومُعظم البشر عمل الدكتور كامل مهنا في "مؤسّسة عامل الدولية" الذي كان أبعد من الواجب حيث التضحية بصمت، يؤتِ بعضـًا من ثماره، عنيت بذلك المقال المُدرج في جريدة السفير بعنوان: "كامل مهنا .. "المؤسّسة"، للكاتبة القديرة سعدى علّوه.

وتقدير جريدة السفير العريقة بإرثها الفكري لبعض جهودكم التي اتيتموها لهذه الأمّة في الزمن الصّعب، يُترجم ويُذكرنا بقول باب علم الرسول الأكرم (ص) علي ابن ابي طالب (ع) عندما خاطب مالك الأشتر عن مفهوم الإنسانية جمعاء: "يا مالك، الناس صُنفان، إما أخ لك في الدّين، أو نظيرٌ لك في الخلق".

إذ نشكر اللفتة الكريمة لجريدة السفير التي لا زالت تضيء في عتمة الليل الحالك درب العاملين لأبناء بلدنا الحبيب لبنان، آملين بأن تبقى منارة لهذا الصّرح الكريم.

والمباركة لكم الآن في ذكرى المصاب الجلل، ليست مُخالفة لمبادئ سيد الشهداء (ع) التي قام من أجلها بل وترجمها في عاشوراء وبمعيّتهِ المؤمنين المُخلَصين لسيرة الأنبياء والمرسلين.

لذلك نقول لكم بكلٍ فخرٍ واعتزاز:

مُبارك لكم وللعائلة الكريمة التي لا ننسى أنها وقفت معكم جنبًا الى جنب، لأن التعاون سرّ النجاح لتحقيق ما كنت تسعى اليه من ترجمة للاهداف السامية، التي آمنت بها، فطوبى لكم، ونسأل الله الذي رفع شأنكم في الدنيا ان يرفع شأنكم في الآخرة إنه سميع مجيب.

بيروت في 6/10/2016

* عـيّـاد محـمّد رضا مهنـا