في أول حديث لها في ثماني سنوات أدلت عقيلة الرئيس السوري أسماء الأسد بحديث لقناة "روسيا 24" في إطار فلم وثائقي أعدته القناة الروسية عنها أجابت فيه عن جملة من الأسئلة والاستفسارات.
وفي الفيلم الذي أعدته القناة الروسية تحت عنوان "أسماء الأسد بين الحرب والسلام"، وسوف تبثه في الـ22 من أكتوبر/تشرين الأول، كشفت الأسد عن السبب الذي منعها عن مغادرة سوريا، وعمّا إذا تلقت توصيات بالرحيل لقاء الحفاظ على حياتها وحياة أطفالها، حيث قالت: لقد كنت هنا منذ البداية ولم أفكر أبدا في أن أكون في أي مكان آخر.
وأضافت: لقد عرضوا علي مغادرة سوريا، بل بالأحرى الهرب منها مع ضمانات بالسلامة والحماية لأطفالي، إضافة إلى ضمانات مالية كذلك. الأمر لا يحتاج إلى العبقرية لفهم حقيقة ما كان يريدونه هؤلاء. الأمر لم يكن يقتصر على رفاهيتي ورفاه أبنائي، بل كان محاولة متعمدة لزعزعة ثقة الشعب السوري برئيسه.
وفي التعليق على دور الغرب في تأجيج الأزمة في بلادها، تساءلت الأسد عن السبب من وراء إجحاف وسائل الإعلام في تغطية مأساة أطفال قرية الزارة وتركيزها على تغطية مأساة الطفلين إيلان وعمران.
وأضافت: لقد قررت وسائل الإعلام الغربية التركيز على هذه المآسي نظرا لأنها اتسقت مع أجندتها، فالغرب لا غيره هو الذي فرق أطفالنا المنخرطين في هذا النزاع وفقا لمواقف ذويهم.
إيلان، كان طفلا سوريا بغض النظر عن الموقف الذي كان يتبناه والداه، وشأن إيلان في ذلك شأن عمران وباقي الأطفال الأبرياء في مذبحة قرية الزارة. أنا سورية وهؤلاء الأطفال أبرياء جميعا ومقتلهم خسارة لسوريا بأسرها.
وعلى صعيد ما تشهده حلب، أشارت الأسد إلى أن حلب تعاني حالات نزوح وفقر وأمراض غير مسبوقة، معتبرة أن من سخرية القدر أن تركز وسائل الإعلام الغربية على وضع النازحين والسكان المأساوي القابعين في المناطق الخاضعة للمسلحين، وتهمل معاناة النازحين إلى المناطق الأخرى في سوريا.
ولفتت النظر إلى برنامج عام لتقديم العلاج النفسي للأطفال، ومنح القروض الميسرة للمهجرين بهدف التخفيف من معاناتهم، وشددت على ضرورة تسخير جميع الجهود من أجل ذلك.
وعلى صعيد العقوبات التي فرضتها "مجموعة أصدقاء سوريا" وأثرها على سوريا، وعليها شخصيا، أعادت الأسد إلى الأذهان العقوبات التي فرضت على العراق في التسعينيات، مشيرة إلى أن أثرها على سوريا اليوم لا يختلف عمّا شهده العراق.
وتساءلت الأسد، كيف لهم تفسير منع الغذاء والدواء والأجهزة الطبية عن المدنيين في سوريا، وذكرت على سبيل المثال كيف شكا لها أحد المسنين حاجته للعلاج وهو يعاني مرض السرطان ويعجز عن تلقي الرعاية الطبية الكاملة والخضوع للجرعات العلاجية المطلوبة، مشيرة إلى أن سبب معاناة هذا المواطن السوري وغيره، العقوبات التي فرضها ولسخرية القدر، من يسمون أنفسهم "أصدقاء سوريا".
وأكدت أنه لكان الوضع في سوريا أسوأ بكثير مما هو عليه الآن لولا أصدقاء سوريا الحقيقيون وفي مقدمتهم روسيا الاتحادية المستمرة في تقديم سائر أشكال الدعم لسوريا.
وبصدد أثر العقوبات عليها شخصيا، أكدت الأسد أنها لا تلمس لها أي أهمية في ظل الوضع العام في سوريا وأثر هذه العقوبات على بلادها.
وأضافت: بعد هذا الحوار سوف يظهر من سينهالون علي بالانتقادات، كما ستتناقل حديثي بعض وسائل الاعلام وسأتعرض للانتقادات لا محالة، إلا أن هذا أمر مفروض علي بصفتي عقيلة الرئيس السوري.
ومضت تقول: لقد لقبوني في السابق بـ"وردة الصحراء" وبغير ذلك من أوصاف، لم تؤد إلى غروري، وهذا يعني أنني وكما لم أتأثر بالمديح، فإن الانتقادات هي الأخرى لن تهزني.
وختمت بالقول: شهدت سوريا الحروب عبر آلاف السنين ودمرت ودثرت الحروب الكثير من مناطقها، فيما كانت تحيا من جديد وهي قادرة على الانبعاث مجددا وعلينا فعل كل ما في وسعنا من أجل أجيال المستقبل. كلمة سوريا تعني شروق الشمس، وأنا على ثقة تامة بأن شمس السوريين سوف تشرق في نهاية المطاف لا محالة.
المصدر: "روسيا 24"
تعليقات: