تقديم المساعدات لضحايا اللألغام
أهم مشاريعها اغاثة مهجري نهر البارد ونزع القنابل والألغام
بدأت (جمعية المساعدات الشعبية النروجية) عملها في لبنان، اثر حدوث الاجتياح الاسرائيلي في صيف عام 1982، وحظيت بالرخصة الرسمية، وتسجلت في العام 1990 كفرع لجمعية أجنبية، بموجب مرسوم جمهوري رقم 829، وهي موجودة في أكثر من 30 بلداً، وتحظى بتمويل من وزارة الخارجية النروجية، ومقرها العام في أوسلو العاصمة النروجية. وتتولى رئيسة الجمعية بصفتها الممثل المقيم وفاء اليسير عبدالصمد، مسؤولية متابعة شؤونها ومشاريعها وخططها، وحاجاتها المادية والمعنوية منذ أكثر من 25 عاما، وتقديم المساعدات الاغاثية للشعبين اللبناني والفلسطيني، اللذين تضررا بشكل بالغ من الاعتداءات الاسرائيلية على لبنان أعوام 1982، الى 1990، 1993، 1996، 2006، كما قامت باعادة إعمار مخيم شاتيلا الذي تهدّم بشكل كلّي قبل 25 عاماً. وفي هذا الاطار، التقت (الأنوار)، المسؤولة الاعلامية في الجمعية ريتا منتوفة فقالت: (إثر حصول أحداث نهر البارد في 20 أيار 2007، وبعد مرور أقل من أسبوع من وقوعها، أعلنا فترة الطوارىء الاغاثية، وأجرينا عدة احصاءات ميدانية، تتعلق بفرز الحاجات الملحة، من خلال تعبئة الاستمارات بالتنسيق مع هيئة (الجمعيات الأهلية العاملة في الوسط الفلسطيني). استفاد من هذا البرنامج 3000 عائلة، يبلغ عدد أفرادها 15898، و949 شخصا معوقا وعاجزا، و320 امرأة حاملا، و62 طفلا و25 شخصا مصابا اثر حصول الاشتباكات في المخيم، وتمّ توزيع الحصص الغذائية، مواد التنظيف، أطراف اصطناعية، أدوات للسمع، الكراسي، العكازات، الحفاضات، الشنط للأطفال الحديثي الولادة، والتي تحتوي كل ما يلزمه من صابون، شامبو، ثياب جديدة، جهاز طفل كامل، أسرة للنوم، مواد الاسعافات الأولية، الحليب، أحذية طبية. كما وفّرنا الدعم المالي لتمويل اجراء عمليات جراحية، لكل ما هو محتاج أو مصاب، وقدّمنا مبلغ 13750 دولارا أميركيا، وزعت على 292 طالبا، بمعدل 250 دولارا كمصروف شخصي، وهم من طلاب مركز سبلين للتدريب المهني والتقني، الواقع في اقليم الخروب في قضاء الشوف).
بانتظار التمويل
وأضافت منتوفة: (اننا نعدّ العدة من أجل البدء في سلسلة مشاريع، تطال مخيم نهر البارد ومخيم البداوي وباقي المخيمات الفلسطينية المنتشرة في الجنوب وبيروت والبقاع، وان الأفكار المطروحة والتصور النهائي، لهذه المشاريع في مرحلة البلورة الأخيرة وقيد الدرس لناحية جدواها المعنوية، واننا بانتظار توافر التمويل المالي، من الجهات المعنية في المركز الرئيسي في أوسلو عاصمة النروج.
كما نستمر في سلسلة المشاريع التي شرعنا في تنفيذها، في مراحل سابقة، ولا نزال نؤمّن التمويل المالي لها، من سنة الى أخرى، ومنها مشروع الاعاقة، الذي بدأنا العمل به منذ العام 1983، ومشروع التأهيل المهني للشباب، والذي لا يزال نؤمن بجدواه منذ الانطلاق به قبل 23 عاما، ومنذ العام 1995، بدأنا نتعاون مع 4 جمعيات من أجل مساعدة الطلاب في تحصيل علومهم الجامعية، وهي صندوق الطلاب الفلسطيني، الجمعية الوطنية للخدمات الطبية والاجتماعية والتأهيل المهني، المؤسسة الوطنية للرعاية الاجتماعية والتأهيل المهني، الجمعية الأهلية للتأهيل المهني والخدمات الاجتماعية).
حقوق الطفل
وتابعت منتوفة: (كما لا نزال مستمرين في متابعة مشروع البيئة، منذ العام 1983، وفي العام 2004، انتقل ليدار من قبل (جمعية المساعدات الشعبية للاغاثة والتنمية (PARD).
كما نفذنا منذ العام 1995 مشروع الصحة، بالتعاون مع جمعية الرعاية الصحية، وجمعية المساعدات الشعبية للاغاثة والتنمية، كما لا نزال أيضا نتابع مشروع الحد من العنف ضد المرأة، ومشروع حقوق الانسان وأعمال المناصرة، بالتعاون مع جمعية النجدة الاجتماعية، بالاضافة الى التمسّك بمشروع حقوق الطفل، الذي انطلقنا به في العام 1995، ومعه مشروع التطوير المؤسساتي وتنمية القدرات.
ويتم تنفيذ المشروع الاول، بالتعاون مع جمعية النجدة الاجتماعية، وجمعية غسان كنفاني الثقافية، فتم انشاء حضانة وروضة في مخيم برج البراجنة، وأخرى في مخيم نهر البارد، من أجل دعم التعليم ما قبل المدرسي).
نزع الألغام
من ناحية أخرى، ارتأينا أيضا التطرق الى ضحايا انفجار القنابل العنقودية والألغام التي زرعتها اسرائيل، فتشير احصاءات الأمم المتحدة، الى ان اسرائيل ألقت ملايين القنابل العنقودية على لبنان، خلال الحرب الأخيرة عليه، في صيف العام 2006، وان أكثر من مليون قنبلة منها لم تتفجّر لدى ارتطامها بالأرض، وما زالت عرضة للانفجار بمجرد لمسها، وأدى انفجار هذه القنابل منذ انتهاء الحرب في 12 آب 2006، الى سقوط 280 ضحية، من بينهم 70 طفلا.
وأشار مركز تنسيق الألغام التابع للأمم المتحدة والذي يقوم بعمله، بالتعاون مع الحكومة اللبنانية، الى أن القنابل العنقودية ما زالت منتشرة في 946 موقعا تقدر مساحتها 38 مليون متر مربع، وان فريقا يضم 69 خبيرا أجنبيا قاموا بتفكيك 131 ألف قنبلة عنقودية، وما يواجه الخطة الممولة من الدول المانحة، والتي من المتوقع ان تنتهي في آخر عام 2008، هو رفض اسرائيل تسليم خرائط المواقع التي ألقت فيها القنابل العنقودية، بالاضافة الى وجود 375 ألف لغم، غالبيتها ألغام مضادة للأفراد من صنع اسرائيل، عند الخط الأزرق، الذي رسمته الأمم المتحدة ليقوم مقام الحدود بين البلدين، وفي عمق يتراوح بين 2 و3 كلم داخل الأراضي اللبنانية.
القنابل العنقودية
وفي الاطار ذاته تحدثت (منسقة برنامج الألغام والاغاثة، في جمعية المساعدات الشعبية النروجية) أنيسة السبع أعين الى (الأنوار) فقالت: (بدأنا في مشروع الألغام عام 2001، اثر حصول الانسحاب من جنوب لبنان في شهر أيار من العام ذاته، ويشمل العمل على مساعدة ضحايا الألغام، وتوفير التأهيل الفيزيائي وتقديم الأطراف الاصطناعية، وأدوات السمع، والكراسي والعكازات والأدوات المساعدة، والعمل على تسهيل الاندماج الاجتماعي والاقتصادي، فحظي بهذا الدعم ما معدله 300 ضحية في السنة، أي حوالى 1800 ضحية من العام 2001 الى العام 2006).
وأضافت السبع أعين: (اننا في عقد شراكة مع (المركز اللبناني للأعمال المتعلقة بالألغام) واللجان الوطنية التابعة له، ومنها (اللجنة الوطنية للتوعية من مخاطر الألغام)، و(اللجنة الوطنية لمساعدة ضحايا الألغام)، ولقد قمنا بتأهيل منازل المصابين بالألغام، والأماكن العامة ومنها مكتبة بعقلين، لناحية توفير الامكانات بشكل أكبر، للشخص المعاق أو المصاب أو العاجز لكي يستفيد من خدمات هذا الموقع الثقافي، كما أجرينا العديد من الدراسات والأبحاث الخاصة بالألغام وضحاياها، واقامة ورش التدريب على إجراء الاسعافات الأولية وتقديم المعدات اللازمة لسيارات الاسعاف.
كما ساهمنا بتوفير القروض الميسّرة والمساعدات المالية، الى حوالى مئة شخص، بمعدل 1500 الى 2000 دولار، مقسطة على 24 شهرا، والعمل على تأمين الدعم التقني لهم، من خلال مجموعة من الاستشاريين، لناحية الخطط المستقبلية، وكيفية تسويق منتوجاتهم وتنشيط نجاح مشاريعهم).
وأوضحت السبع أعين: (كما نقوم مع 9 جمعيات أهلية، على مساعدة ضحايا الألغام، لناحية اقامة الورش التدريبية، وحملات التوعية، ومعرفة حاجاتهم، والانطلاق نحو المناطق المتضررة، واجراء حوارات مفتوحة ونقاشات بنّاءة، مع الأهالي والطلاب، بالتعاون مع البلديات والمخاتير، فيتم شرح المخاطر من لمس قنبلة عنقودية، وجسم غريب، والمرور في حقل ألغام، من خلال اقامة حصص التوعية، التي شملت 150 قرية متضررة، و293 مدرسة استفادت من هذا البرنامج، كما شجعنا اقامة ورش التدريب للناشطين الاجتماعيين، وأساتذة المدارس، من أجل نقل التوعية الى طلاب المدارس، كما وضعنا اشارات التحذير (مثلث أحمر، شريط أبيض وأحمر) في القرى والبلدات المستهدفة، كما ساهمنا في اعداد مواد توعية (منشورات، ألعاب، يافطات، صور، أغان)، كما لا نزال في مرحلة اجراء التجارب على المواد والكتب، وكيفية تطبيق النص المعتمد لكل صف دراسي، بهدف الوصول الى ادخال مادة التوعية من مخاطر الألغام، في المنهاج التعليمي الرسمي، بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم العالي، ومنظمة اليونيسيف، ووحدة تعزيز الوقاية من مخاطر الألغام في جامعة البلمند).
لغة الأرقام
وختمت السبع أعين: (لقد قامت فرق النزع التابعة للجمعية، بازالة 1374 قنبلة عنقودية، وعشرة قذائف غير منفجرة من مساحة 941675 ألف متر مربع، من مختلف مناطق الجنوب، وبلغت الميزانية المخصصة لمساعدة ضحايا الألغام والتوعية من مخاطرها، 2 مليون و955 ألف و378 دولار أميركي، منذ العام 2001 ولغاية شهر تموز 2008، ووصلت الميزانية المخصصة لازالة القنابل العنقودية الى 2 مليون و854 ألف و819 دولار أميركي منذ شهر أيلول 2006، ولغاية نهاية العام 2007).
تعليقات: