نائب رئيس تيار «المستقبل» والأمين العام المساعد للشؤون التنظيمية النقيب سمير ضومط
ضومط: خطوة استثنائية في تاريخ العمل الحزبي وتأكيد على حب الحياة
تحضيرات مؤتمر «المستقبل»: انتخاب 1150 مندوباً من بين 1700 مرشح
يشهد يوم الأحد المقبل في 30 تشرين الأول الجاري، أولى الخطوات التنفيذية للمؤتمر العام لتيار «المستقبل» المقرر انعقاده في 26 و27 تشرين الثاني المقبل، مع توجه أعضاء التيار، في المنسقيات والقطاعات، في كل لبنان، إلى انتخاب مندوبيهم للمؤتمر العام، بحسب البيان الذي أصدره التيار أمس، والذي أشار فيه الى أن «عملية الانتخاب، لاختيار ما يقارب الـ 1150 مندوباً، من كل لبنان، ستجري ما بين التاسعة صباحاً والسابعة مساء، في مراكز المنسقيات في المناطق، باستثناء منسقية بيروت التي ستجرى انتخاباتها في مجمع البيال«.
وتـأتي هذه الخطوة في ظروف إستثنائية يمر بها البلد خصوصاً أنها على بعد يوم واحد من موعد جلسة انتخاب رئيس جديد للجمهورية وبعد الخطوة الجريئة التي أقدم عليها الرئيس سعد الحريري بتأييد ترشيح رئيس تكتل «التغيير والإصلاح» النائب ميشال عون لرئاسة الجمهورية. كما انها تأتي لتقطع الشك باليقين بعد التأويلات الأخيرة التي صدرت حول إنعقاد هذا المؤتمر ولتؤكد بأن «هذا التيار الوطني العابر للطوائف والمذاهب مستمر بمسيرته السياسية والحزبية ولن يتأثر بأي شيء« ومستحيل أن «يسقط لا بالضربة القاضية ولا بالنقاط«، على حد وصف الرئيس سعد الحريري.
وما الإعلان عن هذه الخطوة الأولى أمس، سوى تأكيد على الكلام الذي صدر عن الرئيس الحريري في محطات سابقة، والذي وعد بإجراء هذه النقلة النوعية في التيار وإعطاء دور وازن للشباب والمرأة فيها من أجل ضخ دم جديد فيه.
نائب رئيس تيار «المستقبل» والأمين العام المساعد للشؤون التنظيمية النقيب سمير ضومط الذي لم يهدأ منذ إعلان الرئيس الحريري موعد التيار حتى اليوم في التحضير لأعمال المؤتمر، يعمل ليل نهار من أجل متابعة كافة التفاصيل التنظيمية المتعلقة بالانتخابات الفرعية التي ستنعقد الأحد المقبل في جميع منسقيات التيار على امتداد الوطن من أقصى الشمال الى أقصى الجنوب مروراً بالعاصمة بيروت والبقاع وجبل لبنان. تراه منهمكاً في متابعة وهندسة أدق التفاصيل وتحديداً في ما يخص الانتخابات الفرعية التي هي أولى المراحل التنفيذية نحو المؤتمر العام، فالإجتماعات في مكتبه الذي تحول الى خلية نحل لا تتوقف من أجل التحضير لهذه «الخطوة الإستثنائية في تاريخ العمل الحزبي في لبنان»، كما يصفها في حديث إلى «المستقبل» والذي كشف فيه التفاصيل الكاملة عن المؤتمرات الفرعية وعملية انتخاب المندوبين وما سيحصل في المؤتمر العام والمرحلة التي تليه.
أهمية انعقاد المؤتمر
وعن أهمية إنعقاد المؤتمر بعد ست سنوات على المؤتمر التأسيسي الأول للتيار، يشير ضومط الى أن « في الحياة الحزبية، المؤتمر العام هو أهم محطة في الحياة الحزبية الداخلية، لأن المؤتمر ينعقد في فترة محددة بحسب ما ينص عليه النظام الداخلي أقصاها 4 سنوات، وتيار المستقبل إضطر لتأجيل هذا المؤتمر سنتين ونحن اليوم في السنة الثالثة من التأجيل، وهذا هو الحد الأقصى المسموح فيه بتأجيل المؤتمر»، مشدداً على أن «المؤتمر أهم حلقة من حلقات العمل التنظيمي السياسي الداخلي في حياة أية مؤسسة حزبية، حيث تعرض فيه القيادة التقييم للمرحلة التي سبقت بين المؤتمرين بكل مندرجات التقييم وعلى المستويات كافة: تنظيمياً وسياسياً والتواصل مع الجمهور وأي تعديلات على النظام الداخلي، فكل هذه النقاط هي أمور بحثية في صلب عمل المؤتمر العام، فالنظام الداخلي لا يمكن لأحد تعديله سوى المؤتمر العام الذي وضع النظام وصدق عليه».
ولفت ضومط الى أن «لهذا المؤتمر أهمية إستثنائية لأنه ينعقد في ظروف إستثنائية، وعلى الرغم من أنه جرى تأجيله لمدة سنتين نظراً للظروف التي منعت عقد هذا المؤتمر، فإننا اليوم نعتبر ان هذه الظروف لا تزال مستمرة بإستثنائيتها نظراً لظروف العمل السياسي الصعب وللظروف الأمنية الصعبة في البلد وللظروف العامة التي طالت حياة التيار الداخلية ورئيس التيار، والتي نعتبر أنها كانت واحدة من المسببات التي أجلت إنعقاد المؤتمر»، مشيراً الى أن «اليوم نعقد هذا المؤتمر في ظرف إستثنائي يمر فيه البلد وهو الشغور الرئاسي ونأمل في الايام المقبلة الوصول الى حل لهذا الأمر الذي كان الرئيس سعد الحريري وتيار المستقبل من أول الذين قدموا المبادرات تلو الأخرى بهدف إنهاء هذا الوضع الإستثنائي الذي يمر فيه البلد وإعادة الحياة إليه».
ويكشف عن أن «في المؤتمر العام سيتم انتخاب الرئيس وأعضاء المكتب السياسي البالغ عددهم 18 عضواً وكذلك اختيار مندوب عن كتلة المستقبل يعينه الرئيس إضافة الى عشرة أعضاء يعينهم الرئيس، وهذا المكتب السياسي سينتخب الأمين العام ونواب الرئيس والهيئات التي تكمل المكتب السياسي»، موضحاً أن «على جدول أعمال المؤتمر العام سيكون هناك تقرير تنظيمي وهو عبارة عن مجموعة من التقارير التنظيمية من مختلف المناطق والقطاعات وورقة سياسية وورقة إقتصادية إجتماعية للمرحلة المقبلة وكذلك سيكون على جدول أعماله تعديل بعض فقرات النظام الداخلي وانتخاب الرئيس والمكتب السياسي وهيئة الإشراف والرقابة».
المؤتمرات الفرعية وانتخاب المندوبين
أما في شأن الانتخابات الفرعية التي ستجرى في المنسقيات والمناطق وأهميتها، فيشير ضومط الى أن «التيار وضع نصب عينيه إشراك جميع المكونات في المؤتمر العام كي يكون الجميع ممثلاً من أصغر خلية في الشارع والحي الى أكبر قطاع في التيار وما بينهما من دوائر، ولهذا فإن المؤتمرات الفرعية التي ستجرى في المناطق هدفها إشراك هذه الفئات وتعزيز التواصل في ما بينها»، لافتاً الى أن «النظام الداخلي في التيار ينص على عقد مؤتمرات فرعية قبل الذهاب الى المؤتمر العام على مرحلتين: الأولى تكون بانتخاب المندوبين الذين سيشاركون في المؤتمر العام وهو ما سنقوم به نهار الاحد المقبل في جميع المناطق، وفي المرحلة الثانية بعد اختيار المندوبين سيعقد مؤتمر في المنطقة ما بين المندوبين المنتخبين إضافة طبعاً الى الأعضاء الحكميين وهم أعضاء مجالس المنسقية، وزراء ونواب، وزراء ونواب سابقون، وأعضاء المكتب السياسي في كلّ منطقة من أجل التباحث في الوضع السياسي في المنطقة والوضع التنظيمي ورفع اقتراحاتهم الى المؤتمر العام وهذا الأمر سينتهي في مهلة أقله 7 تشرين الثاني المقبل أي بعد أسبوعين من اختيار المندوبين، ليصار الى فتح باب الترشيح للمكتب السياسي ولمقعد الرئيس وهيئة الإشراف والرقابة بعد 7 تشرين الثاني الى أيام قليلة قبل انعقاد المؤتمر».
ويكشف ضومط عن أن «عدد المقاعد للمندوبين الذين سيتم انتخابهم بلغ 1168 مقعداً، أما عدد المرشحين فيتجاوز 1700 شخص في مختلف المنسقيات، ويشكل الجسم الشاب ما دون الـ 40 عاماً ما نسبته 46 بالمئة من إجمالي عدد المرشحين»، لافتاً الى أن «المعارك الجدية على المندوبين ستكون في منسقيات : بيروت وطرابلس وعكار والبترون - جبيل والبقاعين الغربي والأوسط والمنية والضنية وحاصبيا والعرقوب».
قانون الانتخاب المعتمد
وفي ما يتعلق بقانون الانتخاب الجديد المعتمد في هذه الانتخابات، والذي يلزم كل منتخب اختيار اسم مرشح واحد من كل دائرة أو قطاع في المنسقيات، يشدد ضومط على أن «أهميته تكمن في أن يعطي تمثيلاً عادلاً لكل الفئات داخل التيار، ويسمح للمرشح بالحد الأدنى في أي دائرة أن يعرف جمهور التيار في هذه المنطقة أو الدائرة من أجل إعطائه الثقة، وميزة هذا النظام أنه المرشح فيه بحاجة الى الطبيب والأستاذ والمهندس والعامل والمرأة والشباب في منسقياته من أجل انتخابه وهذا يسمح بالتعارف والتواصل والإنصهار بين جميع مكونات التيار»، معتبراً أن «الهدف من هذا النظام هو الإنصهار الحزبي بحيث تسمح للمرشح معرفة مدى قدرته في التواصل الحزبي داخل المؤسسة الحزبية ومعرفته بالآخرين وليس الإنطوائية على الفئة التي ينحدر منها «.
ولفت الى أن «الجميع في الحزب متساوون كونهم أعضاء، ولا فرق بين المهندس أو الطبيب أو العامل أو أي فرد داخل الحزب، وهم بحاجة الى بعضهم بعضاً وهنا أهمية هذا النظام»، مشيراً الى أن «هذا النظام يسمح ببناء قاعدة تمثيلية حقيقية توصل الى الإنصهار الحزبي الداخلي، كما أنه يكسر كلّ ما يُسمى بـالبلوكات ويمنع أن تكون النتائج معلبة أو معروفة مسبقاً».
الإشراف على انتخابات المندوبين
وعن مسألة الإشراف على هذه الانتخابات، يكشف ضومط عن أن «في كل منسقية ومن أجل نزاهة الانتخابات وديموقراطيتها، ستحضر في كلّ مؤتمر فرعي، هيئة إشراف مؤلفة من أعضاء المنسقية ويبلغ عدد أفرادها خمسة، وقد عيّنها المكتب السياسي، وانطلق أعضاؤها في أعمالهم، تحضيراً لليوم الانتخابي. وبعد الانتهاء من عملية التصويت، تُفرز الأصوات يدوياً، لضمان شفافية النتائج وترفع الى الأمانة العامة للمؤتمر»، مشيراً الى أن «العدد الإجمالي الذي سيشارك في هذا النهار الانتخابي الطويل سيصل الى أكثر من 11 ألف منتسب».
مرحلة المؤتمر العام
أما بعد إجراء الانتخابات، فيوضح ضومط أنه «سيصار الى عقد اجتماع بين المندوبين الذين انتخبوا، والأعضاء الحكميّين في كلّ منسقية لرفع التوصيات الخاصة بمنطقتهم الى المؤتمر العام«، مشيراً الى أن «بعد رفع التوصيات، نصل الى المؤتمر العام الذي سيشارك فيه أكثر من ألفي عضو منتخب وحكمي من مختلف المناطق والقطاعات وفروع القطاعات إضافة إلى دعوات الرئيس الخاصة لضيوف الشرف الذين سيحضرون المؤتمر العام».
وفي شأن من يحق له الترشح لعضوية المكتب السياسي والهيئات والمراكز التي ستنتخب في المؤتمر العام، يلفت ضومط الى أن «الرئيس لم يسمح بوضع أسس ومعايير محددة من أجل الترشح لهذه المناصب، كون الجميع أعضاء منتسبين للتيار ولا فضل لهذا على ذاك إلا بقدر ما يستطيع كسب ثقة الناس»، مشدداً على أن «الرئيس رفض وضع معايير تحد من الديموقراطية أو تفصل لشيء يعيق حرية التمثيل داخل التيار، بل كان هناك إصرار من قبله على السماح لمن يشاء بالترشح لهذه المراكز».
ما بعد المؤتمر
وعن المرحلة الثانية التي ستلي المؤتمر العام، يشير ضومط الى أن «المكتب السياسي في إطار تقديم ورقة لتعديل بعض المواد في النظام الداخلي»، لافتاً الى أن «الرئيس يصر على انتخاب قيادة الهيئات والقطاعات من قبل الجمعية العمومية والقاعدة، وهذا ما سيتم تعديله في المؤتمر العام». وأوضح أنه «بعد المؤتمر العام ستعقد الهيئات العامة في كل المنسقيات والقطاعات جمعيات عمومية وستنتخب قيادات جديدة لها بإذن الله بعد تعديل «.
الحراك الديموقراطي داخل التيار
أما المرحلة المقبلة التي سيذهب اليها التيار بعد الحراك الديموقراطي الذي يشهده، فيشدد ضومط على أنها «لا تنفصل عن المرحلة المقبلة في البلد، وهناك تغييرات إستراتيجية في البلد تحصل وكذلك في التيار، ورائد هذه التغيرات الإستراتيجية رئيس التيار سعد الحريري، فحري بهذه المؤسسة التي ينتمي إليها ويقودها الرئيس الحريري أن تكون هي رائدة التغيير في كل المستويات، والتغيير هو جزء أساسي من أساسيات الحياة وهو دائماً نحو الأحسن ولا يكون بشكل غوغائي بل بخطى مدروسة»، مؤكداً أن «المؤتمر العام سيكون احدى الخطوات الإستراتيجية الأساسية في حياة تيار المستقبل، وسيصدر عنه قرارات وتوصيات للمرحلة القادمة تستطيع أن تشخص للمستقبليين مدى إستعدادنا لمواكبة الرئيس في خطوات التغيير التي تحصل على مستوى البلد ككل».
ويلفت الى «أننا لا نستطيع أن نبني وطناً بدون حياة حزبية سليمة، والتغيير يكون عبر الذهنية السياسية، فعندما يدعو الرئيس الى إعطاء دور كبير للشباب والمرأة داخل التيار فهذا لأن العالم بأجمعه يسير نحو التغيير والقيادات الشابة هي التي تستلم زمام الحكم وكذلك المرأة حول العالم«، مشيراً الى «أننا كمستقبليين نواكب الرئيس سعد الحريري في هذه الورشة الضخمة، ونأمل أن يتوصل الى ما يصبو إليه، لأن هذه الورشة هي الأسس التي بناها رفيق الحريري الذي هو كان رجل التغيير الحقيقي، والذي قلب حياة اللبنانيين، وأخرجهم من الحرب الى السلام ومن الفوضى الى النظام ومن التخلف الى التقدم والتطور والإنماء، والرئيس سعد الحريري هو الاكثر أمانة لإستكمال هذه المسيرة وعلى المستقبليين أن يكونوا جاهزين لهذا التغيير وأن يكونوا رواد هذا التغيير».
ويشدد على أن «هذا المؤتمر سيكون احدى المحطات الأساسية والرئيسية ضمن تيار المستقبل وسيكون حدثاً على مستوى البلد على مستوى التيار والمنطقة، في وقت تسير فيه الى الظلام والفوضى والموت، هناك صوت يدعو الى الحياة يقوده الرئيس سعد الحريري»، متوجهاً الى جمهور تيار «المستقبل» بالقول:«تيار المستقبل يعني الحياة والمؤتمر هو أهم محطة لترجمة أننا نحب الحياة».
تعليقات: