كان جدول أعمال المحكمة العسكريّة مزدحماً، أمس، بملفّات تتصل بأحداث جرت في عرسال، ولكن لأكثر من سبب تمّ إرجاء هذه الجلسات بمعظمها إلى بداية العام المقبل.
واحد من هذه الملفّات يلاحق به المدّعى عليه أحمد ح. المتّهم بانتمائه إلى «جبهة النّصرة» وخطف رجل أمن بالإضافة إلى مشاركته بالاعتداء على دوريّة في عرسال في 1 شباط 2013، حين قتل مسلّحون النقيب في الجيش اللبناني بيار بشعلاني والرقيب أول ابراهيم زهرمان.
يروي أحمد الذي تمّ إلقاء القبض عليه وبحوزته إخراج قيد مزوّر باسم صالح شاهين، أنّه كان في اللبوة خلال الاعتداء على دوريّة الجيش. وما إن دخل إلى عرسال، حتّى سمع إمام مسجد عرسال مصطفى الحجيري الملقّب بـ «أبو طاقية» ينادي عبر مكبّرات الصوت منبّهاً بهجوم يشنّه «حزب الله» على البلدة وأن اشتباكات تحصل معهم في وادي الرعيان. ودعا «أبو طاقية» الرجال إلى حمل أسلحتهم للدفاع عن البلدة والطلب من النساء قطع الطّرق داخل البلدة.
وبالفعل، توجّه الرجل إلى وادي الرعيان حيث شاهد الكثير من المسلّحين وأخذ بندقية أحدهم مطلقاً النار على الجهة الثانية، قبل أن يعرف من أحد الأشخاص بعد مدة وجيزة أنّ لا علاقة لـ «حزب الله» بالأمر وإنّما كان موجّهاً ضدّ الجيش!
لا ينفي أحمد أنّه التقى أمير «النّصرة» في القلمون أبو مالك التلّي، واعترف أنّه ذهب مع السوري سلطان خلوف إلى الجرود بعد علمه بنيّة «النصرة» بتصفيته بتهمة «التّعامل مع الجيش اللبنانيّ»، بعد أن قال لعناصر التنظيم أثناء أحداث عرسال أنه باع ذخائر للجيش.
واعترف الموقوف أيضاً أنّه التقى عمر ابراهيم صالح الملقّب بـ «أبو الفاروق» الذي طلب منه نقل ثلاث سيّارات مفخّخة من عرسال إلى بعلبك وهي من نوع: «نيسان» لون فضيّ و «هيونداي ألنترا» لون خمري، و «إكس 5» لون فضّي.
على حدّ قول أحمد في إفادته الاستنطاقيّة، بإنّه كان يريد أخذ السيارات لتسليمها إلى الجيش، ولكن ما منعه هي المهمة التي أوكله بها «أبو الفاروق» بأن يجلس إلى جانب الانتحاري الذي سيقود السيارة من عرسال إلى بعلبك بهدف تسهيل مرور السيّارة عبر حواجز الجيش، ما دفعه إلى رفض الأمر.
وبعد اعترافات أحمد، ألقي القبض على علاء ح. الذي نفى علاقته بأي من التنظيمات الإرهابيّة وأن عمله كان محصوراً بتجارة الأسلحة فقط، من دون أن ينكر أنّه باع لبعض المتّهمين بالإرهاب هذا السّلاح بهدف كسب المال.
لكن الرواية الأهم التي اعترف بها علاء وهو يلاحَق بها أمام القضاء المدني، فإنّها خطف راقصات روسيّات. إذ أقرّ الموقوف أنّه أقدم بتاريخ 7 تشرين الثاني 2014 على دخول أحد الملاهي الليليّة برفقة ابن شقيقته ليقوما باستدراج راقصات روسيّات. وما إن صارت الراقصات معهما، حتّى قاما بنقلهنّ إلى جرود عرسال وتسليمهنّ إلى عناصر «النّصرة» قبل أن يتمّ إطلاق سراحهن وعودتهنّ إلى روسيا، «مقابل فدية مالية» حسب ابن شقيقة علاء!
تعليقات: