إرحموا نبع الدردارة.. واتركوا زاوية من ذاكرة هذه الأرض التي صنعت جمالاتها..
يبدو الكلام في هذا الزمن كقبض ريح!
لقد سبق وتحدّثنا بألم عن تحوّل الخيام إلى مستوعب من الإسمنت عبر الأبنية العشوائية، وبالأخصّ إثر حرب تموز، حيث لم يُعجب كلامنا البعض للأسف.
والمؤلم في الامر أنّ هذا البعض يتغنى بتلك العشوائية العمرانية دون حسبان النواحي السيّئة لذلك!
تحوّلت الخيام للاسف الشديد إلى نسخة عن الضاحية الجنوبية لبيروت بكل السلبيات والفوضى العمرانية، وهذا شيء مؤلم كثيراً، حتى طال الأمر بركة الدردارة التي تغنى بها الشاعر حسن عبدالله كعنوان لأبرز قصائده.. ونخن بدورنا تغنينا بها كثيراً في أفئدتنا ولوحاتنا وكلماتنا.. وإذ بهجمة وحش ما بعد الحداثة والجشع قد أصاب مقتلاً من هذا المنبع المائي والإيحائي لجمالات الفكر والحسّ الإنساني!
عيب علينا أن ننتظر ابن بلدة كفر رمان الإعلامي كامل جابر (مشكوراً إلى أقصى الحدود) ليستنهض الهمم ويدبّ الصوت علينا كي نتحرّك في موضوع يمسّ الجميع في الصميم!
نبع الدردارة هو أيقونة الخيام وروحها وقلبها ببراءته وعذريّته وليس بالإنشاءات التي تصيب منه مقتلاّ.
إرحموا نبع الدردارة.. واتركوا زاوية صغيرة، على الأقل، من ذاكرة هذه الأرض وهذا الوطن والبلدة التي صنعت جمالاتها، ونقصد بذلك نبعنا الذي يحوي ثروة أصبحت نادرة في زمن الشحّ المطري والشتائي, وليُحاسَب كل من يشوّه ذلك الجمال الذي وهبنا إياه الخالق الباري لنستحق شرف الوجود والبقاء...
* د. يوسف غزاوي (10/12/2010)
مواضيع ذات صلة:
موضوع كامل جابر: "عدوى الليطاني تصيب «دردارة» الخيام"
موضوع أسعد رشيدي: "بلدية الخيام تحرم مواطنيها من الدردارة.. والآتي أعظم"
تعليقات: