محاولات إسرائيل لنقل حاويات الأمونيا من خليج حيفا باءت بالفشل. الخطر لا يزال قائماً، وعشرات الآلاف من الإسرائيليين لا يزالون بدورهم عرضة للتهديد. إذا أصيبت الحاويات في أي مواجهة مستقبلية مع حزب الله، فالنتيجة ستكون كارثية على مستوطني شمال فلسطين المحتلة.
هذه هي خلاصة محاولات نقل الحاويات، بعد أشهر طويلة من تهديد الأمين العام للحزب السيد حسن نصر الله، في ما عرف إسرائيلياً بـ«قنبلة نصر الله النووية».
وزارة البيئة الإسرائيلية كشفت للإعلام العبري فشل محاولات نقل الحاويات من حيفا، وذلك بعد الانتهاء من مرحلة إيداع عروض الشركات الراغبة بإنشاء معمل بديل لإنتاج الأمونيا في منطقة «روتم» في النقب، جنوب فلسطين المحتلة، بعيداً عن التجمعات السكانية. إلا أن أياً من الشركات لم تقدم عرضاً، وانتهى صندوق العروض فارغاً.
الفشل مدوٍّ وذو دلالات، خاصة أن المنطقة المختارة لإنشاء المعمل البديل، جاءت بعد رفض المدن والمستوطنات، في طول فلسطين المحتلة وعرضها، السماح لأي شركة بإقامة معامل شبيهة في نطاقها البلدي، خوفاً على سكانها من تهديد حزب الله، ما دفع الحكومة الإسرائيلية إلى التوجه جنوباً إلى صحراء النقب.
وكانت الحكومة الإسرائيلية قد قدرت مسبقاً إمكان امتناع الشركات عن تقديم عروض، الأمر الذي دفعها إلى التحفيز بعطاءات مالية وهبات، وتعويضات خاصة في حال إقفال المعمل نتيجة أي طارئ. وأوضحت وزارة البيئة الإسرائيلية أن الامتناع عن تقديم عروض جاء رغم وجود هبة مالية تصل إلى نحو من 80 مليون دولار، وتعويض مالي يصل إلى 160 مليون دولار، في حال إقفال المعمل لأي سبب غير منظور.
وقال وزير البيئة الإسرائيلي زئيف الكين، إن وزارته لن تقبل بالوضع الحالي ولن ترضى بإبقاء الأمونيا في خليج حيفا و«سنبذل كل جهد ممكن لنقلها من هناك». وحذر الحكومة بأن «عليها أن تناقش وتبحث عن بدائل».
ونقل موقع «واللا» العبري عن جمعية «تسلول»، التي تقود حملة شعبية لنقل الحاويات بعيداً عن سكان الشمال، أن فشل وزارة البيئة هو فشل للحكومة التي وعدت بنقل مجمع حاويات الأمونيا في خليج حيفا وإغلاقه بشكل نهائي بداية عام 2017، و«على رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، أن ينفذ وعوده ويرفع التهديد عن سكان المنطقة الشمالية».
وكانت الحكومة الإسرائيلية قد وعدت مستوطني شمال فلسطين المحتلة بنقل حاويات الأمونيا إلى النقب وإنهاء خطرها، بعد تهديدات أطلقها نصر الله في شباط الماضي عن امتلاك الحزب «قنبلة نووية»، لأن «صواريخ من قريبو» يمكنها أن تصيب حاويات غاز الأمونيا الموجودة في حيفا وتسبب مقتل عشرات الآلاف من الإسرائيليين الصهاينة.
يشار إلى أن حاويات الأمونيا في حيفا تحتوي على نحو 12 ألف طن من المادة السامة المعرضة للانفجار أو للتسرب والانتشار، بسبب قصف صاروخي أو هجوم عسكري. وبحسب صحيفة «معاريف»، فإن التقديرات تشير إلى مقتل 17 ألف إسرائيلي إذا تسرب فقط خمس كمية الغاز الموجودة في الحاويات، وذلك في الدائرة الأولى للإصابات المباشرة، مع أرقام قد تصل إلى 80 ألفاً. أما لجهة الأضرار، الخاصة والعامة، فيقدر الخبراء أنها ستزيد على عشرة مليارات دولار.
تعليقات: