اكثرية الورش العاملة في قطف الزيتون، هي من النازحين السوريين
اضطر مزارعو زيتون المنطقة الحدودية الجنوبية، إلى إطلاق ورش قطاف موسمهم على غير ما كانوا يشتهون. فأمطار تشرين التي كانوا ينتظرونها بفارغ الصبر لم تنهمر. بقيت بساتينهم من دون ري فيما ظل الغبار مغلفا الثمر وأوراق الشجر على حد سواء.
ارتفاع درجات الحرارة وانحباس الأمطار، أديا إلى ذبول حبات الزيتون ما جعلها عرضة لهجوم الحشرات. هلك معظمها وسقط أرضا ما أدى إلى ازدياد خسائر المزارعين.
«فكّرنا بصلاة الاستسقاء لعلنا ننجح في الحصول على كمية من الأمطار تروي بساتيننا العطشى»، يقول المزارع غازي حسين الذي كان يقطف، بمساعدة عائلته، ما نجا من ثماره.
كحال معظم أشجار الزيتون في مختلف المناطق اللبنانية، عانت بساتين المنطقة الحدودية الجنوبية من الجفاف هذا العام. وقد كان لذلك أثره الكبير على الانتاج إذ تشير التقديرات إلى أن هذا العام سينتهي على نصف موسم. لكن المفارقة هي أن كمية الزيت المستخرَجة فاقت التوقعات قياسا بالكمية نفسها من حب الزيتون في العام الماضي.
إلى ذلك، فإن اكثرية الورش العاملة في قطف الزيتون، هي من النازحين السوريين الذين وجدوا في هذا الموسم فرصة سانحة لرفع مداخيلهم مع بداية فصل الشتاء حيث الحاجة الماسة إلى مازوت التدفئة ونفقات المدارس وترميم الخيم. وقد تولى عدد من البلديات تحديد اجر العامل السوري بـ30 ألف ليرة للشاب و20 ألف ليرة للفتاة، على ان تكون ساعات العمل من السابعة صباحا حتى الثالثة بعد الظهر.
حدد سعر صفيحة الزيت البكر لهذا العام بوزن 15 كلغ، ما بين 175 ألفا و200 ألف ليرة وسعر كيلو الزيتون الأخضر بخمسة آلاف ليرة والأسود بثلاثة آلاف وخمسمئة ليرة، علماً ان كلفة صفيحة الزيت حسب رؤساء التعاونيات الزراعية تتراوح بين الـ90 إلى 100 ألف ليرة لبنانية.
مزارعو الزيتون في المنطقة الحدودية استبشروا خيرا بالمؤسسة العامة لزيت الزيتون، التي اعلن عنها وزير الزراعة اكرم شهيب خلال احتفال في حاصبيا.
وفي هذا السياق، اشار رئيس اتحاد بلديات الحاصباني سامي الصفدي إلى ان لهذه المؤسسة ايجابيات عدة على قطاع الزيتون، بحيث باتت مرجعية اساسية لشرح مشاكل هذا القطاع وتحديد السبل لحماية الشجر والثمر وتحسين نوعية النصوب وصولا الى تسويق الأنتاج، آملا ان تولي الجهات المعنية هذه المؤسسة المستحدَثة كل اهتمام لتقوم بما انيط بها من مهام بكل جدية ومسؤولية يشعر عندها مزارع الزيتون باهتمام افتقده منذ كانت هذه الزراعة.
محصول زيت هذا العام (طارق ابو حمدان)
تعليقات: