بطء الانترنت الزائد في لبنان أرهق المستخدمين


الانترنت في لبنان ينافس السلحفاة في سرعته، لكن يوم عيد الاستقلال بدا واضحاً أن السلحفاة تفوقه سرعة، لا بل توقف في بعض المناطق قبل ان يعاود "هرولته". فرغم التطوّر التكنولوجي الكبير، لا تزال شبكة الانترنت التي دخلت الى لبنان عام 1994 تعاني ومعها المواطنون الذين تتأخر اتصالاتهم، مراسلاتهم وأعمالهم، بسبب امر بات من المسلّمات في معظم الدول، لكنه في بلاد الارز يحتاج ربما الى معجزة إلهية لتنفيذ المشاريع التي وضع بعضها قيد التنفيذ للوصول الى انترنت سريع.

أمر طبيعي

معدل سرعة الانترنت في بيروت نحو 3,2 ميغابايت بحسب مؤشر "Ookla net"، ما يعني ان الرقم خارج العاصمة أقل من ذلك، لا بل مع بعض المناسبات، تضعف سرعة الانترنت كما حدث يوم عيد الاستقلال حتى وصل الامر الى انقطاعه ساعة في بعض المناطق والسبب بحسب مرجع في "اوجيرو" التي تبيع خدمة الانترنت في لبنان هو"ضغط على الشبكة، التي تستوعب قدرة معينة، وعندما يزيد استخدام الانترنت في الوقت نفسه من قبل عدد كبير من المستخدمين لا سيما تبادل الفيديوهات ومشاهدتها التي تحتاج الى ميغابيتات عالية، من الطبيعي ان تنخفض سرعته". واضاف المرجع "من المفترض ان تغطي الشبكة ضغطًا معيّنًا، وهي مجهزة لخدمة عدد معيّن من المشتركين، اذ من غير المتوقع ان يستخدم الانترنت كل المشتركين في الوقت نفسه". واكد "قبل ايام انقطع الانترنت في بعض المناطق اللبنانية لوقت قليل بسبب عطل اصاب الشبكة، وسرعان ما عولِج الموضوع من دون تضخيم".

لا مقارنة

التقرير التقييمي للسياسات العامة التي طُبِّقت في وزارة الاتصالات خلال عامي 2014-2015، بعنوان "تحدّي الحداثة" أشار الى ان "الوزارة تمكنت من وصل 764,384 مشتركاً جديداً في خدمة الانترنت بنسبة 891% بين عامي 2014 - 2015 ". أما فيما يتعلق برفع سرعة الإنترنت، فإن "% 67 من مشتركي الإنترنت عام 2015 يشتركون بسرعة ما بين 2 و 10 ميغابايت بالثانية بعدما كانت هذه النسبة % 13 عام 2013. ما يمثل زيادةً بنسبة 415%". اما تصنيف لبنان في سرعة الانترنت بحسب مؤشر "Ookla net"، فقد "وصل عام 2014 الى المرتبة 175 من اصل 192 بلداً، بمعدل سرعة انترنت تصل الى 2.52 ميغابايت في الثانية، فيما كان متوسط سرعة الانترنت على المستوى العالمي 18.6 ميغابايت في الثانية، وفي عام 2015 وصلت سرعة الانترنت في بيروت إلى 3.2 ميغابايت في الثانية، مقارنةً بالمعدل العالمي 22.3 ميغابايت في الثانية"، ما يؤكد مقولة "السلحفاة" التي ينافسها إنترنت لبنان.

 

السبب الرئيسي

السبب الرئيسي لضعف سرعة الانترنت في لبنان هو البنية التحتية لهذه الخدمة التي تعتمد بحسب خبير الاتصالات هيثم نقاش على تقنية "الحزمة العريضة" (Broadband) بدلاً من "الفايبر أوبتك". وشرح لـ"النهار" نحن نعتمد على البنية التحتية القديمة التي تقوم على الكابلات النحاسية، باستثناء حلقة ألياف ضوئية تربط 5 مكاتب أساسية بما في ذلك العدلية، الجديدة وطرابلس، أما على الصعيد الخارجي، فيرتبط لبنان بالخارج عبر الكابل البحري IMEWE، الكابل البحري CADMOS، الكابل البحري ALETAR، الكابل البحري Berytar ". واضاف"كي يصل الإنترنت إلى الموزعين ومن بعدها إلى المنازل، يمرّ في خطوط E1 وهي غير متوفرة بعدد كبير، ما يعني ان ما نواجهه امر طبيعي في ظل هذا الواقع المرير".

"الدولة تشتري الانترنت بالرخيص وتبيعه بسعر مرتفع ومع ذلك لا نزال نسمع عن انقطاعه وضعف سرعته لا سيما في فصل الشتاء، علمًا أن لا علاقة للعواصف والرياح بذلك، فالكابلات في الداخل اللبناني ارضية، لكنها حجة لاقناع المواطن بأن السبب خارج عن السيطرة، للاستفادة من تخفيف ضغط استخدام الميغابايتات لا سيما من قبل الشركات الكبرى"، بحسب نقاش.

لا يطلب اللبناني من دولته ان تغزو الفضاء الخارجي كي تلحق بركب الدول العظمى، كل ما يريده ألا يعاني الأمرّين عند استخدامه شبكة الانترنت!

تعليقات: