انتظروا عودته ليتزوّج من خطيبته، غير أن رصاصة واحدة في رأسه أنهت حياته، فعاد إلى وطنه جثة، ليلتحف تراب بلدته قعقعية الجسر، إنه أحمد حسن حلاوي، الذي دوّن شاب برازيلي السطر الأخير من عمره، بعد إشكال لم يكن له يد فيه، فدفع روحه ثمناً لتفلّت السلاح، هذه المرة ليس في لبنان بل خارجه.
إشكال دموي
غُدر فقتل، "هو الذي هاجر مع أشقائه ووالده من وطنه لتأمين مستقبلهم، فعمل تاجراً في الثياب في بلاد السامبا، من دون ان ينسى جذوره. كان دائماً يقصد لبنان، آخرها قبل شهرين، حيث عقد قرانه على فتاة، قبل ان يعاود السفر"، بحسب ما قال ابن عمه مالك لـ"النهار". وأضاف: "كان ينوي الزواج بعد نحو أسبوعين، لكن الموت كان بانتظاره، خلال إشكال وقع قبل أسبوع بين شقيقه وصديقه العراقي من جهة ومجموعة من البرازيليين عددهم نحو ثمانية من جهة اخرى، بسبب خدش أصاب سيارة الشاب العراقي. ابتدأت القصة بعراك بالأيدي، نال شقيق أحمد الصغير منه نصيباً كبيراً من الضرب، وعندما علم أحمد بما حصل أراد ان يثأرَ لأخيه. استُكمل الاشكال، فانتظر أحد البرازيليين وقوفه ومن معه في موقف السيارات حيث لا وجود للكاميرات، فأطلق رشقاً من الرصاص، أصيب جرّاءه أحمد في رأسه، ليقع على الأرض ويفارق الحياة فوراً، كذلك أصيبَ الشاب العراقي، حيث أدخل الى المستشفى لتلقي العلاج، والآن وضعه الصحي مستقرّ".
رصاصة غدر
هرب القاتل من المكان، بعدما أنهى حياة إنسان لم يبلغ الثلاثين، وكما قال مالك: "لم يرفّ له جفن حين أطلق النار، لا بل كان يقصد قتل الجميع، لم يبالِ بأن لهم عائلات، ولولا الحاجة لما تغربوا عن أوطانهم، وتركوا أحبابهم. والدته التي كانت تنتظره في لبنان لتفرح به وترى أولاده، استقبلته جثة، ذرفت دموع الوداع على من ربته وحلمت ان يبقى في أحضانها طوال العمر، فانتزعه القدر حين كتب له السفر، قبل ان ينتزعه الموت برصاصة غدر". ولفت إلى أن " اشقاء احمد ووالده في البرازيل سيتابعون قضيته، وان كان لا شيء سيعيده من جديد".
رحيل "القبضاي"
"قبضاي من دون أن يتعدّى يوماً على احد. أحبَّ الرياضة والحياة، شاب طموح حلم ببناء أسرة والاستقرار"، قال مالك متابعاً: "كان حنوناً على والدته، طيب القلب، يخشى على جميع من عرفه، لذلك من الطبيعي ان يهبّ لنجدة أخيه الذي أُبرح ضرباً ما استلزم دخوله المستشفى، لم يبالِ بنتائج وقوع اشكال في الغربة، طالما ان المعتدى عليه شقيقه، فوقع بشباك السلاح المتفلت الذي اعتدناه في لبنان، لكن هذه المرة انتظر أحمد في ساو بولو".
يوم السبت الماضي حُمل أحمد على الأكف، حيث ووري في بلدته، ليكون حلقة جديدة في سلسلة طويلة ممن دفعوا روحهم ثمن غربتهم، في سبيل البحث عن ظروف معيشية أفضل لهم ولعائلتهم.
تعليقات: