قوات «اليونيفيل»
باريس ـ
لمّح رئيس الأركان السابق لقوات «اليونيفيل» الجنرال فيليب غوت، إلى احتمال تورّط «الجماعات الراديكالية السنّية» في اغتيال نائبين من الموالاة. وقال إنّ هذه الجماعات نفّذت «6 اعتداءات كبرى»، منها التفجيران اللذان استهدفا النائبين والاعتداء على الكتيبة الإسبانية في الخيام ومحاولة الاعتداء على القوة التنزانية قرب القاسمية. ورأى أن هذه الاعتداءات «كشفت وجود تهديدات من جانب الراديكالية السنّية»، رابطاً بين هذه التهديدات وأحداث نهر البارد. ولفت إلى أن انتصار الجيش هو «في نظر جميع اللبنانيين انتصار على الإرهاب» الذي تمثله «تهديدات هذه الجماعات السنّية المتطرفة».
وفي مؤتمر صحافي عقده في وزارة الدفاع الفرنسية لتقديم تقويم عن مهمته في الجنوب بين آذار وأيلول الماضيين، تحدث عن «التحسن الكبير في الوضع على الخط الأزرق»، مشيراً إلى «زوال التشنج بين الفرقاء المعنيين»، وأن اللقاءت «الثلاثية» بين ممثلي الجيشين الإسرائيلي واللبناني بحضور اليونيفيل تجري بصورة هادئة. وأكد «عدم وجود أي وجود مسلح لحزب الله» جنوبي الليطاني، وأن اليونيفيل «لم تحصل على أي برهان على إعادة تسلح الحزب». وقال إنه من حين إلى آخر كان يُعثر على مخازن أسلحة «تعود حكماً إلى فترة الحرب الأخيرة»، إلا أنه استطرد بأن «مسامية الحدود بين لبنان وسوريا» لا تسمح له بتأكيد أو نفي ما إذا كان الحزب يعيد تسليح نفسه شمالي الليطاني.
وركّز غوت على «دعم المواطنين لحزب الله»، وهو ينطبق، حسب رأيه، على كل «شرائح الشعب اللبناني، بسبب مقاومته للاحتلال الإسرائيلي». ولم يتردد في القول «إن حزب الله، بسبب مقاومته لإسرائيل، له مكانة شبيهة بالمكانة التي كانت للمقاومة الفرنسية في سنوات الحرب في ١٩٤٠ و٤٢ و٤٤»، في تذكير بمقاومة فرنسا للنازية. وفي رد على سؤال استطرادي في شأن هذا الجزم، كرّر: «إن حزب الله هو المقاومة».
وأشار إلى أن ٣٠ دولة باتت تشارك في مهمات اليونيفيل لتنفيذ القرار ١٧٠١ الذي أكّد أنه «لا ينص بتاتاً على نزع سلاح حزب الله». واعترف، رداً على سؤال، بأن الطيران الإسرائيلي «ينتهك الأجواء اللبنانية دائماً»، وأن عدد الخروقات يتراوح ما بين ٤٠ و٥٠ خرقاً يومياً بسبب «هواجس أمنية»، وأن غياب عناصر «السيطرة على الأجواء اللبنانية» من جانب اليونيفيل يخفف من «قوة ردع» هذه الأخيرة. ولمّح إلى أن السلطات اللبنانية ممثلة بـ«الرئيس السنيورة وقائد الجيش ميشال سليمان» رفضت دائماً «إعطاء جواب سياسي» يسمح بنشر طائرات من دون طيار، وقال إن هذه الطائرات أعيدت إلى فرنسا.
وردّاً على سؤال «الأخبار» عن إمكان التأكد من تطور «تهديدات العناصر الراديكالية السنّية» التي وصفها، قال: «إن قوة عسكرية منتشرة في المنطقة تجمع معلومات وتكون قادرة على التحرك لحماية نفسها». وعن مفهوم الردع المبني على دبابات لوكلير ومدفعية ثقيلة، في حين أنه يعزو الخطر إلى «تهديدات إرهابية»، قال إن مهمة اليونيفل «ردع أي كان يريد الخروج عن تطبيق القرار ١٧٠١».
تعليقات: