طلقة واحدة أنهت حياة أحمد.. حتى الآن لا يُعرف سبب مقتله


خشيَ على ابنه من الغرق بوحل أصدقاء السوء، وحلم بتأمين مستقبل آمن له، فنقله من منزلهم في الشويفات للسكن معه في بلدته رماسا–حدث بعلبك، من دون أن يتوقع ان نهاية فلذة كبده، أحمد محمد مشيك ستكون بخرطوشة من بارودة صيد، أصابت رأسه وهو في غرفة نومه، ليغرق ابن التاسعة عشر ربيعاً بدمه ومعه حلم والده الذي كرس حياته له ولأشقائه.

حوالى الساعة السادسة من صباح الاربعاء الماضي، كان والد احمد، شرطي البلدية، نائماً في غرفته، عندما سمع طلقة نارية، استيقظ لمعرفة مصدرها، حدسه قاده للاطمئنان على ابنه، اشعل ضوء غرفته قبل ان يصدم بهول ما شاهده، "احمد جثة ممدة، فقد أسلم الروح على الفور، لتحضر بعدها الشرطة القضائية والادلة الجنائية التي عاينت المكان قبل ان تفتح تحقيقاً بالحادث" بحسب ما قال قريبه ومختار رماسا لـ"النهار"، الذي أضاف "قبل نحو ثلاثة شهور، سكن مشيك في بلدته، تلبية لرغبة والده، الذي كان يخاف عليه حتى من نسمة الهواء، فكانت نهايته بهذه الطريقة كالصاعقة التي قصمت ظهر عائلته".

غموض يلف الحادث

"لا احد يعلم ماذا حدث معه في تلك اللحظة القاتلة، إن كان يلعب ببارودة الصيد، حين انطلقت منها طلقة، ام كان يهم بحملها للانطلاق في رحلة صيد مع اصدقائه"، بحسب ما روى قريبه سليمان مشيك. في حين لفت ابن خاله علي "في عزائه، يحمل والده صورته، قائلا للمعزّين: هوذا العريس"، واضاف "قبل وفاته زار جدته، غنى لها (يا وطني يا وطني) قبّل يديها، وبادلته القبلات على جبينه، فقد كان يريد الانضمام الى صفوف الجيش اللبناني، قدّم اوراقه للدخول الى المؤسسة العسكرية، لكن الموت كان أسرع".

مؤمن الى ابعد الحدود

"يوم وفاته كان ينوي التوجّه الى الطبيب بسبب ألم شعر به في احد اصابعه، لكن ما حصل معه آلم كلّ احبّته، بعلبك تبكي على فقدانه، فهو المعروف بكرمه وهدوئه وقلة كلامه، ورغم ذلك كانت الابتسامة لا تفارق وجهه"، قال علي. اما ابن عمه حسين فلفت إلى أن "حياته تبدّلت في آخر ايامه مئة وثمانين درجة لناحية الالتزام الديني، بحيث بات لا يفارق مسجد البلدة الذي كان يرفع الآذان فيه"، وهذا ما لفت اليه سليمان "كان إيمانه كثيراً، لا يترك فرض صلاة الا ويؤديه في المسجد، لا بل وصل به الحال إلى ان ينام احيانا هناك".

الفراق الصعب

"ما اصعب فراقك، كم أكره الوقت من دونك، فانا ارى عقارب الساعة تتمايل كأنها تتعمّد إغاظتي، في كل ثانية ألف لدغة تهز كياني تنتشر في جسدي، فتجعلني عاجزاً حتى عن الكلام، كيف أصدق ما جرى، وكيف اتخطى الواقع، الف ماض يوقفني، والف الف ذكرى في كل مكان، لكن ما يعزيني هو أنك انتقلت من دنيا اللئام الى يدي الرحمن"، بهذه الكلمات نعى حسين رفيق دربه في صفحته على "فايسبوك".

في الأمس ووري احمد في جبانة بلدته لكن التحقيق بحسب مصدر امني "لا يزال مفتوحاً، وحتى الآن لا يمكن الجزم في اسباب مقتله".

تعليقات: