حركة بلا بركة في سوق الخان الشعبي (طارق ابو حمدان)
جمود في أسواق المنطقة الحدودية قبل الأعياد!
يسود الجمود أسواق قرى المنطقة الحدودية بشكل غير مسبوق على الرغم من اقتراب الأعياد.
لم تلفت العروض الكثيرة للمحال التجارية وحسوماتها التي وصلت إلى حدود 60 في المئة انتباه المستهلكين. كل هذه المحاولات باءت بالفشل.
يقول صاحب محل ألبسة نسائية في إحدى قرى مرجعيون، والذي أعلن عن تخفيضات كثيرة «مع كل قطعة، قطعة أخرى مجانا، مع شراء بـ100الف ليرة، هدية بـ25 ألف ليرة، وكل قطعة بدولار»، لكن كل ذلك كان بلا نتيجة، لأن «الزبون مفلس ووجهته دائما تأمين القوت والمواد الغذائية التي لا بد منها لعائلته».
وحدها أشجار الميلاد التي تم تزيينها في معظم القرى الحدودية، تشير الى الأعياد. هذا ما يجمع عليه أبناء المنطقة بحسب سامية التي أعربت عن أسفها للوضع الاقتصادي الصعب. تقول: «الجميع يتجاهل هذه الأعياد، فاليد قصيرة، همنا تأمين الحاجيات الضرورية من مازوت للتدفئة إلى المأكل والمشرب، والقليل من ألعاب الأطفال الرخيصة».
جنون الأسعار الذي لا تكسره الحسومات المزعومة، إضافة إلى كساد المواسم الزراعية، خصوصا موسم الزيتون، وتراجع القدرة الإنتاجية عند المواطن، كلها عوامل ضاغطة حدّت من حركة العجلة الاقتصادية في المنطقة.
تقول سلوى عبلة صاحبة إحدى المؤسسات الصغيرة لبيع ألعاب الأطفال، إن الوضع الاقتصادي الصعب يتزامن مع تقنين حاد في الكهرباء والمياه ورفع فواتير المولدات، التي تجاوزت عتبة المئة دولار أميركي، بالرغم من انخفاض مادة المازوت خلال هذا العام إلى ما يقارب النصف.
من خلال جولة سريعة على الأسواق في مرجعيون وحاصبيا، إضافة إلى الأسواق الشعبية في سوق الخان والخيام وغيرها، تبدو الحركة ضعيفة إن لم نقل معدومة. وبحسب حسين عبدالله، صاحب محل أحذية، فإن الأوضاع السياسية والاقتصادية الصعبة والمتطلبات العائلية المتزايدة في هذه الفترة، دفعت بالمواطن إلى البحث عن طرق للتوفيق بين قدرته المادية وتلك المتطلبات، كما أن فكرة انتظار شهر كانون الثاني حيث يسجل انخفاض بالأسعار، كما العادة، حدّت من الهجمة على المحال عل المواطن يقوم بالتبضع بأسعار أدنى وان كانت البضائع التي تعرض هزيلة.
من جهتهم، تفاجأ أصحاب محال الحلويات، الذين ينتظرون هذا الشهر للتعويض عن خسائرهم بالركود الحاصل في حركة المبيعات قبل الميلاد. تقول الين العاملة في أحد المحال على طريق عام حاصبيا - كوكبا، بسخرية «ربما هذا الركود عائد الى كثرة المصابين بداء السكري».
تقف أم جمال عبلا حائرة أمام محل لبيع الألبسة، تبحث في الأسعار وتقارنها مع قدرتها الشرائية، لتأمين ملابس العيد لأولادها الأربعة. تقول: «برغم الإغراءات التي يعتمدها التجار لهذا العيد، إلا أن الأسعار ما زالت مرتفعة، لا يمكننا تأمين حاجات أولادنا، نستعيض عن ذلك بشراء قطعة ثياب واحدة لكل ولد كي لا نحرمه فرحة العيد».
تعليقات: