هل يأتي الحل عن طريق جنبلاط؟


تبتسم... فأنت في لبنان! حافظ على حذرك وعلى جهوزيتك لتقبل أي احتمال كان. واعمل دائماً بالنصف الثاني من المثل القائل: (...واعمل لآخرتك وكأنك تموت غداً)! صدِّق فقط نصف ما ترى، ولا تصدِّق كل ما تسمع. وحتى عندما يُقال:

(فرجت، وانتهت الأزمة، وتم التوافق على مرشح يحظى بشبه إجماع للرئاسة، والحلول الدستورية جاهزة وفي الجيب، وإن كل شيء سيجري على أحسن ما يرام في جلسة الثلاثاء (اليوم))، فلا تصدِّق الا عندما تشاهد الرئيس المنتخب رافعاً يده لتأدية اليمين. وكل شيء قبل هذا المشهد قابل للتغيير والتعديل والنقض والعودة الى نقطة الصفر، لأن النجاح في قطع مسافة رحلة الألف ميل كان ينقص خطوة واحدة! لا تبتسم! لا تتفاءل! لا تفرح حتى مع اقتراب موسم الأعياد والعام الجديد... فأنت في لبنان! *** هذا هو لبنان الأعجوبة: هجوم لدقائق على (بوسطة) في عين الرمانة يمكن أن يحدث كل يوم ويكون تقريراً من عدة أسطر في سجلات الشرطة، يؤدي الى حرب أهلية تدوم نحو 15 سنة. وسنوات ثلاث حافلة بالاغتيالات والتفجيرات والسجالات الطائفية والمذهبية والسياسية الملتهبة، وسط انقسام حادّ على مستوى الوطن، تصل فجأة الى منعطف درامي عندما تخطف (الأكثرية) فجأة المرشح الضمني للمعارضة وتقدمه للرأي العام مرشحاً باسمها هي! والمعارضة التي تنظر واقعياً الى هذا الحدث على أنه أجمل من أن يصدق، تجتاحها الشكوك والهواجس وهي تسأل وتتساءل عما يمكن أن يكون وراء هذا الترشيح. وفي انتظار التوصل الى جواب، تتوالد العقد في وجه الحل الأخير بتتابع هندسي متصاعد! الى أين من هنا? كل الاحتمالات متساوية... إما التوافق الشامل في غضون نصف ساعة اعتباراً من هذه اللحظة... وإما خلاف جديد متصاعد قد يستمر أسابيع وشهوراً!

العقدة عالقة الآن في الحكومة، أن يمر عبرها التعديل الدستوري كما ترغب في ذلك قوى (الأكثرية)، أو يتجاوزها كما تريد المعارضة لأنها (حكومة لا شرعية ولا دستورية ولا ميثاقية). وزعيم (الأكثرية) النائب سعد الحريري تعددت مرجعياته الدولية والعربية وحتى داخل التكتل الذي يتزعمه، وهو يكاد أن يضيع بينها. والكل يتدفق بالكلام، والبعض يثرثر لمجرد أن يتكلم فقط... ولكن هناك رجلاً واحداً لا يزال يعتصم بالصمت هو الزعيم الاشتراكي وليد جنبلاط. وهو يفعل ذلك في عز التحولات الدرامية عند هذا المنعطف الأخير للأزمة: معارضة تطالب باستقالة الحكومة ولو قبل نصف ساعة من الانتخاب الرئاسي، و(أكثرية) تعارض ذلك بشدة. والهوائيات العالية لقطب (الأكثرية) وليد جنبلاط تلتقط أصوات التصدعات العميقة في المنطقة وداخل (الأكثرية) نفسها، وارهاصات تغير التحالفات.

***

أزمة استثنائية، تحتاج الى رجل استثنائي، لحل مشكلة حكومة استثنائية مصيرها الاستقالة، قبل نصف ساعة، أو بعده. هل دقت ساعة تغيير التحالفات لدى وليد جنبلاط? هل يقترب خطوة أخرى من الفريق الآخر تتمة لما سبق، هل يقدم على حل لإنقاذ البلد? هل ينقذ الحكومة من نفسها بسحب وزرائه منها بالاستقالة، فتسقط الذريعة الأخيرة ويذهب الجميع الى الانتخاب الرئاسي أخيراً؟!

تعليقات: