آثار العدوان على المباني التراثية في بنت جبيل

لجأت بلدية بنت جبيل، بالتنسيق مع المكتب الفني المشرف على إعادة إعمار وسط المدينة، إلى استحداث مستودع جديد لحجارة الأبنية القديمة، لاستخدامها لاحقاً في عملية إعادة البناء.

وكان عدد من أصحاب المنازل قد أقدموا، إثر عدوان تموز العام الماضي، على بيع حجارة المدينة، ما يهدّد تراث بنت جبيل وأصالتها ونسيجها المعماري والاجتماعي.

فبعدما عمد المجلس البلدي الى وقف أعمال جرف البيوت القديمة، أصدر أخيراً قراراً بلدياً يقضي فيه بأن الهدم يتناول مبدئياً البيوت المقرر هدمها فقط ويمنع أي تصريح بنقل الحجارة من وسط المدينة، ويوقف العمل بأي تصريح سابق. على أن ينحصر نقل الحجارة الى قطعة أرض استحدثتها البلدية وتخضع لحراسة مشددة بالتنسيق مع المكتب الفني لإعادة إعمار وسط بنت جبيل. وحتى الآن، جرى نقل أكثر من 100 ألف حجر على نفقة حزب الله الذي يتابع عملية إعادة البناء بشكل مباشر من جانب رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله السيد هاشم صفي الدين.

ولا يُسمح لأصحاب البيوت المهدمة باسترجاع حجارة منازلهم إلا إذا أثبتوا أنهم سيستخدمونها للبناء، وفقاً ورخصة بناء تثبت ذلك.

يشار الى أن الحكومة القطرية التي باشرت دفع التعويضات عن المنازل المهدمة في وسط المدينة، سدّدت الدفعة الأولى منها، التي تبلغ 10 آلاف دولار أميركي عن كل وحدة سكنية مهدمة، لـ 130 من أصحاب تلك البيوت ممن قرروا البناء خارج الوسط، اضافة الى 388 آخرين قرروا البناء في الداخل، بانتظار استكمال الدفع للـ360 الباقين. وستتولى الحكومة القطرية تلزيم شركات خاصة اعادة بناء 135 منزلاً من الحجارة القديمة وفق ما جرى التوافق عليه مع المكتب الفني. ويؤكد مدير المكتب المهندس هيثم بزي أنه «سيعاد بناء عدد من المنازل القديمة في كل حي سكني من أحياء المدينة القديمة للحفاظ على النسيج العمراني القديم. وستستخدم الحجارة الأخرى في مشروعات أخرى منها كإعادة رصف الطرقات الداخلية لبنت جبيل، التي تحتاج الى كلفة تعادل 300 ألف دولار أميركي».

يذكر أن الخرائط الهندسية المعدة لإعادة إعمار الوسط القديم شملت توسيع الطرقات الداخلية الضيقة مع تأمين البديل من المساحة لأصحاب العقارات هناك، ما ساهم في تشجيع عملية الاستثمار داخل الوسط، حيث سيقوم أحد أبناء المدينة ببناء فندق من أربع طبقات مع سوبر ماركت وموقف للسيارات، اضافة الى استخدام بعض العقارات كمراكز للجمعيات المحلية مثل الحركة الثقافية في لبنان.

أمّا بالنسبة إلى سوق بنت جبيل، فقد أُنجزت الخطة الهندسية لإعادة بنائها، وذلك بعد هدم المحال القديمة، لاستبدالها بمحال جديدة (117 محلاً) يتم بناؤها من الحجر الصخري، مع تأمين المساحة المخصصة لسوق الخميس من دون التضييق على أصحاب المحال التجارية الثابتة.