المطران هيلاريون الكبوتشي والدكتور هاني سليمان ورفاقهما في سفينة الأجوة
صحيح أن المطران الكبوتشي ولد في حلب، وصحيح أنه عين مطراناً للقدس، إلا أن جنسيته لم تكن سورية أو فلسطينية، المطران هيلاريون الكبوتشي كان عربي الهوى وعربي الجنسية.
تعرفت على المطران في مثل هذه الأيام سنة 2009 في إطار التحضير لإطلاق سفينة الأخوة التي كان هدفها كسر الحصار عن غزة محملة بالمساعدات العينية وبضعة مولدات للمستشفيات المحرومة من الكهرباء
أذكر لقائي به على سفينة الأخوة قبل ساعة من ابحارها إلى غزة، مع والدي منسق الرحلة هاني سليمان، على فنجان شاي وعلى وجدانيات مجبولة بالعواطف تجاه فلسطين، وعلى وحدة إسلامية مسيحية قلّ نظيرها هذه الأيام، فكيف إذا كان المطران يخبرنا أنه سيصدح صوت المآذن مع أجراس الكنائس بكلمة الله أكبر.
اذكر أن الجميع على السفينة، بينهم الشيخ داوود مصطفى، الشيخ صلاح الدين العلايلي ، الدكتور هاني سليمان، والطاقم الصحافي من الجزيرة والجديد صلوا خلف المطران عند إبحار السفينة من ميناء طرابلس، هذه المدينة التي كانت دائماً رافضةً لأي نوع من أنواع الهمجية الاسرائلية.
عندما بدأت الأخبار تتوارد عبر الوسائل الإعلامية أن جيش العدو قام بإنزال على السفينة وعلى افرادها العزل، أول ما تبادر إلى ذهني صحة المطران، خاصةً أن بينه وبين العدو ثأرٌ قديم يعود إلى سنة 1974 حيث حكم عليه لأنه رجلٌ وطني وعروبي رافض للإحتلال.
بعد تدخل عدة دول، تقرر إخلاء سبيل الأبطال، وبما أن المطران ليحمل الجنسية اللبنانية، تقرر إخلاء سبيله من الجولان وليس من الناقورة. أخلي سبيله قبل اللبنانيين، وكان أول إتصال له بعد الحرية بالسيد معن بشور، للإطمئنان عن الزملاء بكسر الحصار، وطاقم السفينة، وعلى السفينة التي صودرت مع حمولتها من قبل العدو.
رحيل هذا الرجل الذي أثبت أن العمر ليس عائقاً أمام النضال، وكيف إذا كان النضال من أجل قضية محقة كالقضية الفلسطينية. المطران هيلاريون الكبوتشي كان مسلماً قبل أن يكون مسيحياً، وكان عربياً قبل أن يكون فلسطينياً، كان رمزاً للوحدة العربية في وجه الطاغوت الإسرائيلي بعيداً عن الطائفية الموجودة في بلادنا.
تحية إلى المطران، تحية إلى هذا الشيخ المعمم، تحية إلى روحه الطاهرة وتحيا فلسطين.
* أدهم هاني سليمان
المطران كابوتشي: أتمنى أن أكحل عينيّ قبل مماتي برؤية قُدسي:
المطران هيلاريون الكبوتشي كان مسلماً قبل أن يكون مسيحياً، وكان عربياً قبل أن يكون فلسطينياً، كان رمزاً للوحدة العربية
تعليقات: