نعم الدنيا حكايا, وكثيرة هي الحكايا المعبرة والمؤثرة ,والبعض نجد فيها العبرة ووجوب الاستشعار بوجود اللة تعالى.
حدث ما حدث عام 1948 في فلسطين ,هجر اهلها منها واقيمت دولة اسرائيل .
بدون شك وفي سنوات الخمسين ,قامت اسرائيل بهدم الكثير من القرى العربية المهجرة ,وتم ازالة الكثير من المعالم العربية اينما كانت ...
فعلى سبيل المثال وللتذكير ,وفي جوار قرية حرفيش ,نذكر قرى منها : سعسع,المنصورة,دير القاسي ,سحماتا وكفر برعم ...
وقبل اسرائيل ,كانت قرية درزية على قمة جبل الجرمق , دعيت بالجرمق وهو اعلى جبل في فلسطين هذة القرية راحت ضحية ظلم الدولة العثمانية, في نهاية القرن ال 19 .
اعتاش اهل الجرمق على زراعة العنب والمواشي , وبسبب احوال الطقس الباردة , قام الرعاة بنقل مواشيهم من القرية العالية الى منطقة منخفضة نوعا ما , تدعى الحميمة وذلك لانها اقل بردا .
واليوم في الحميمة بيتا قديما , مؤلفا من عقدين ويتوسطة بئلر ماء , بقي كشاهد على العصر ويحكي على الاجيال القادمة قصة امانة راعي, وها انا اسردها على حضراتكم كقول الشاعر :
الخط يبقى زمانا بعد كاتبة.. .. وكاتب الخط تحت الثرى مدفون
واليك عزيزيعزيزتي القارىءالقارئة القصة:
يلتقي قطيع ماعز من قرية سعسع مع قطيع اخر من قرية حرفيش علة مقربة من البئر المذكور ,
عنزة من شلعة حرفيش تنضم لشلعة سعسع .
تمر فترة طويلة,راعي حرفيش لم يسال عن العنزة ,ربما ظنا منة انها افترست او ماتت ,وتتناسى القصة من جهتة .
اما راعي سعسع فيحتفظ بالعنزة ويهتم بها ويحافظ عليها كامانة سيردها الى اصحابها يوما ما ...
تمر عدة سنوات ويلتقيان ثانية في الحميمة :ابن سعسع وابن حرفيش :
كيف حالك يا جارنا من حرفيش
الحمد للة بخير يا جاري
اتعلم ان لك عندي عنزة وخلفها ,سبعة رؤوس وانا ساعيدهم لك يا جاري
اشكرك يا جاري من حرفيش,شكرا على امانتك وحلال عليك
لا يا جاري , صحيح اني اعتنات بهم , لكن شربت حليبهم واستفدت منهم كثيرا ,ساردهم لك
نعم يتعانقا امام قطعانهم ,نعم الدنيا ما زالت بالف خير.
وهكذا يعيد راعي سعسع لراعي حرفيش العنزةالقصيصة وخلفها ,ويصبحا اصدقاء اعزاء الى حد الاخوة.
بقي ان اذكر ان ني لم احصل على اسم الراعي من سعسع,اعذروني ان قلت انة من دار الكرةهذا لقبهم انذاك.
اما اسم الراعي من حرفيش فهو الشيخ ابو محمد جبر فارس ر
سمعت القصة من حفيدة وابن صفي الشيخ نسيب رباح من حرفيش.
رحم اللة كل الخيرين واينما كانوا .
وعلية ,يقدر اللة تعالى ان تبقى هذة الصيرةالمبنى القديم وعلى حالة ورغم كل الظروف ,ليقول لنا ان ابن الحلال,يبقى ذكرة على السنة الناس . نعم انها عبرة لمن يعتبر .
* الشيخ فواز حسين - حرفيش
تعليقات: