نتفاءل بالمبادرات الطيّبة ونأمل في أن تعمّ المحبّة الشاشات ومَن يتخبّطون بالوهم. أولاً عادل كرم، ثم مدَّ طوني خليفة يده، فرحّب تمّام بليق بعد تهديد بالقضاء. النيات الصافية (أو هكذا تظهر) غير كافية، في انتظار الحُكم على الأعمال.
ملَّ المُشاهد حرباً بائسة لا يكفّ مؤجّجوها عن تبرير التمرّغ في الوحل، ثم بالتمسكن وأداء دور البطل، يُنسون الجمهور الحضيض التلفزيوني المسؤولين عنه.
فلنعتبر أنّ صفحات الماضي طُويت، وصَفَت القلوب وزالت الأحقاد. لن يكون أمامنا سوى مبادلة الإيجابية بالإيجابية، والتأمّل بالخير إن شاء الله.
في "هيدا حكي" ("أم تي في")، اعتذر عادل كرم، وفي الاعتذار إكبار. الجميع تورّط في المشهد الوسخ، وتمترس خلف حسد الأرقام. لكن لا بأس بالظنّ أنّ الماضي فات، وما فات قد مات، لا أسف ولا رحمة بطبيعة الحال.
استعرض طوني خليفة ("العين بالعين" - "الجديد") تقريراً عن ابتذالات الشاشة، ولم يفته مشهد من دموع ميريام كلينك حين استضافها من أجل الأرقام. أطلّ تمّام بليق بصفته "ملك الرايتينغ" وأطلّت ريما ديب وإيلي باسيل. حسنٌ، طالما أن الحلقة أدّت دورها في النقد والسؤال والنقاش.
لن نُفسد بهجة النيات بعدما لاحت في السماء بدايات إشراقة شمس. تمنّى خليفة مدّ اليد وعدم التجريح والتطاول وتنفيذ أجندات إدارية، وسبقه كرم بإعلان التسامح ورشّ الآخرين بالورد بدل الحقد.
قول خليفة إنّ "الإعلامي يقاس في نظر أصحاب المحطات بالأرقام، وإعلام اليوم بات ضحية الرايتينغ"، يطرح إشكالية واقع التلفزيون اللبناني ومعاييره وغايته، ولماذا تغيب عنه سعاد قاروط العشّي وأسماء جميلة بينما تغزوه كلينك وديب وأسئلة بليق وسائر النماذج؟
هل نصبح حقاً أمام ميثاق شرف تلفزيوني، فتُرمى الأسلحة ويتساقط المتراس؟ سننتظر ونرى. كثرٌ قتلوا القتيل وساروا في جنازته، مستخفّين بذاكرة الناس، لكن التوبة ميزة الكبار. مبادرة إنهاء الحرب أنبل من عِناد استمرارها، والعين على الالتزام لا "بهورة" الكلام.
تعليقات: