لم نشاهد اللقاء عبر القناة "التاسعة" التونسية، فبوجود "يوتيوب" لا شيء يفوت. دُهِشت عائشة عثمان لحلول جورج وسوف ضيفاً في برنامجها، وفاتها تحضيرٌ عميق للأسئلة واستعداد لكلّ الاحتمالات. لقاءٌ خرج منه الضيف هزيلاً.
بدت عثمان مثل مَن يحمل أسئلة يطرحها على أيّ ضيف. أخبِرني عن الطفولة، عن سرّ النجاح، عن العلاقة بـ"روتانا"، وأعمالك الجديدة. في الخلاصة، سؤال مستهلك وجواب فضفاض. عثمان تسأل ولا تلبث أن تقفز إلى سؤال آخر! هل أجاب الضيف؟ لا يهم. هل أفادنا بمعلومة؟ لا إفادة. اللقاء بالوسوف محكوم بالمزاجية وأحياناً باللامبالاة، تحضيره صعب والحذر منه ضروري، لكن لا ذريعة تبرّر الإفراط في الدهشة على حساب الأداء، ولا التحوّل مجرد لسان يطرح أسئلة مُحضّرة من دون تفاعل. النتيجة مع الأسف: الوسوف كأنه لم يطلّ.
تردّد أنّ زوج التونسية عائشة "أهداها" حضور الوسوف ضيفاً في برنامجها. "كلام الناس لا بقدّم ولا بأخّر"، لكنّ الاستضافة أُرفقت باستفهامات مُبهمة. أمكن ذلك أن يُثمر ضجيجاً مُشتهى لو تضمّن مضموناً يُذكر، لكنّ اللقاء خواءات ولهو.
لم تقدّم شقراء الستوديو ما يشير إلى إمساك الحلقة. شكراً لمن أعدّ التقارير وهرع إلى الشارع يستفتي حبّ الناس للضيف وأغنياته. لولاها لاستحقّ اللقاء وصفه بالأسوأ.
أضافت التقارير معنى لحلقة من دون محتوى، وحدها المُحاوِرة وصفته بـ"الممتع جداً". الموقف الوحيد، هجوم الوسوف على أصالة. عائشة تُصغي من دون ردود فعل. كأنها غير حاضرة. لا تجد ضرورة لافتعال نقاش أو أداء دور الرأي الآخر. إصغاءٌ فحسب وهزُّ رأس، ثم تحين لحظة طرح السؤال، فإذا بها تطلب من الضيف مقطعاً حصرياً من أغنية لم يُطلقها بعد، وتشدّد على الحصرية، ثم تشدّد أكثر. في الظاهر، أبدى الوسوف ارتياحاً، لكنه بدا مضطرباً، كأنّ ثمة ما ينغّص عليه ويزعجه. السطحية لم تلائم تقلّب طباعه وهو لم يساعد على الانتهاء بنتيجة. ضياع بضياع.
تعليقات: