الحاج صبحي القاعوري
في غياب ما يسمى علماء المسلمين وانشغالهم بالطهارة والنجاسة ، وكيفية ذبح الخاروف والدجاجة ، والصوم والإفطار من ساعة الى ساعة ، وكيفية دخول الحمام وركوب الطائرة والسيارة ، وابتعادهم عن تعاليم الإسلام المحبة للبشرية والحافظة للحقوق الإنسانية ، استغلت المخابرات الأمريكية والأسرائيلية شباباً وفتيات حاجتهم للعمل الغير متوفر لهم ، والفتاوى المتشددة ، وأنشأت جيلاً من جميع بلدان العالم ، ولكن الأكثرية منه من البلاد العربية المسلمة ، وبالتحديد ابتدأ العمل الجدي عليه في مصر في أواخر الإحتلال البريطاني ، وكان من نتيجة العمل الإسخباراتي المشترك بين بريطانيا واميركا والصهيونية العالمية ، اما مصارحة او إيحاءاً لبعض الناقمين المصريين على الأوضاع منذ الأمويين الى عهد الخديويات ومن ثم الإحتلال البريطاني " حركة الإخوان المسلمين " كان وراءها عملاً استخباراتياً ، ونجحوا بذلك .
اخذ التدريس للإسلام على مذهب ابن تيمية المعجب جداً بالأمويين الذين ابتدأوا قتل الأنفس بالحرق والذبح ومنهم من مات محروقاً على يد الأمويين محمد بن ابو بكر .. وذبح الحسين بن علي ( ع ) ورفاقه في موقعة كربلاء وحمل رؤوسهم على رؤوس الرماح من العراق الى الشام سيراً ، مروراً في بلادٍ عدة ، ومن معهم من الأسر حريم رسول الله .
هكذا كانت تربية اجيال على هذا النمط القصد منه تدمير ما جاء به محمد رسول الله ( ص ) وهم لا يعتقدون برسالته ولا يعترفون بها ، وليثبتوا للعالم بأن محمداً ( ص ) ليس رسولاً بل هو فيلسوفاً وظاهرة غريبة ولا يوجد ديانة اسمها الإسلام ، واذا كان من يعتقد بوجودها فهي غير قادرة على العيش في مجتمعاتنا لعدم وجود العنصر الإنساني فيها ولأنها تُمارس أعمالاً غريبة عن مجتمعاتنا وقد تكون اقرب الى الوحشية .
استطاعوا فعلاً على مدى اكثر من 80 عاماً تجنيد اكثر من 300000 مقاتل وانتحاري ، حتى منهم صاحب قضية انسوه قضيته وحولوه الى قتل المسلمين المدنيين في المساجد والى ذبحهم وقولهم عند الذبح " الله اكبر " وجعلوا لهم شعاراً " لا إله إلا الله محمد رسول الله " ليعرفوا عنهم بهمجيتهم .
وكانوا اي " المخابرات والصهيونية العالمية " دائماً يجهضون اي حركة لتوحيد المسلمين ، وكانت آخر حركة جدية " حركة جمال الدين الأفغاني والشيخ محمد عبده مفتي الديار المصرية " رحمهما الله ، استطاعوا إجهاضها لضعف نفوسنا منذ الرسول ( ص ) ولغاية يومنا هذا ، بأن اتهموا الشيخ جمال الدين الأفغاني بأنه عميل للإستخبارات البريطانية ، واتهموا الشيخ محمد عبده بالجنون وأبعدوه عن دار الإفتاء ، ونفوسنا ضعيفة بقول الله سبحانه وتعالى " ۞ قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا ۖ قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَٰكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ ۖ وَإِن تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَا يَلِتْكُم مِّنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئًا ۚ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (14الحجرات) ، وكذلك قوله تعالى : " وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ ۚ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَىٰ أَعْقَابِكُمْ ۚ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىٰ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا ۗ وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ (114آل عمران) .
وعن هذه الحقبة من التاريخ هناك احاديث كثيرة عن الرسول ( ص ) ماذا يحصل فيها ووصفها تماماً كما يحصل اليوم ، وقول هنا عن الرسول ( ص ) يعم كل شئ ويفهم منه ما يدور اليوم وهو : " ( بَدَأَ الإِسْلامُ غَرِيبًا ، وَسَيَعُودُ كَمَا بَدَأَ غَرِيبًا ، فَطُوبَى لِلْغُرَبَاءِ ) .
والغرباء هم الأقلةُ من المسلمين المؤمنين ، هم بين ظهورنا لحفظ الرسالة ، حيث قال الله سبحانه وتعالى : " إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ (9الحجر ) ، وكذلك قوله تعالى : " مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ۖ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ ۖ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا (23الأحزاب )
وصول ما يسمى " داعش ، النصرة ، طالبان وغيرهما من الحركات وجميعهم من رحم الإخوان المسلمين وذراعها الإرهابي القاعدة " غياب علماء المسلمين والتفرج على ما يحصل دون التصدي له ، هو أمر مخالف لأبسط تعاليم الإسلام الذي جاء به محمدٌ بن عبدالله ( ص ) ، والعامة حسابهم عند الله ابسط بكثير ممن يدعون علم الدين سواءً كان ذلك من المسلمين او المسيحيين ، فالتصدي لهؤلاء المتصهينين ، القاتلين المسلمين والمسيحيين فقط دون غيرهم واقصد اليهود ، لأنهم هم من يديرونهم فلا يمكن لهم ان يقتلوا صهيونياً واحداً ، التصدي لهذه الحركة الإرهابية على الأقل إعلامياً وفضح مبادئهم وأعمالهم واجب ديني ، وكل من تخلف عنها فهو شريك لها .
* الحاج صبحي القاعوري
تعليقات: