إنتبه يا ولد إنه لبنان

إنه لبنان
إنه لبنان


بعيدا من الآخرين

وحدي كنت أسترجع السؤال آلاف المرات:

كيف تذهب إلى الموت بسلام

وسط دويّ المدافع

وعويل النساء

وبكاء الرجال؟

انت وحدك الذي تختار

هنا أو هناك

قرب هذا الجدار أو ذاك.

تقول القصة القديمة الرتيبة الإيقاع:

اننا نمضي الى الشيخوخة بسلام

و ننام و لا نستيقظ.

ذلك هو الموت بسلام..!

لا أنت هنا تموت ولا تموت

لا شيء في المكان

او في الزمان يوحي بالحياة.

قبل قليل مرت جثة جارنا الستينيّ

مات بقذيفة عابثة

لم تعرف القذيفة الرجل

وهو ما كان يعرفها.

الرامي في المكان البعيد

لا يعرف ملامح ابو هاني

و لا حتى فكّر يوما به...

لكنه شدّ زناد المدفع ... وانطلق العويل.

أمس عصراً قتلت رصاصة ذاك الصبيّ

الذي كان عائداً الى البيت من ...لهوه.

رآه القناص فأطلق رصاصته

ربما ليتسلى في نهار ضجر

أو كان يجرب البندقية...!

قبل اسبوع ماتت تلك المرأة التي كانت تنشر غسيلها

على حبل شاخ في الشموس

التي تمرّ يومياً على الشرفة ...

عشرون عاماً تنشر المرأة الغسيل...

كان القناص يراها يومياً

ربما كان يتذكر أمه ...أو زوجته...او شقيقته

لكن ربما يومذاك كان تخاصم مع إحداهن ...!

حين كانت تروي في العشيات الحكايات

كانت الاشباح تلاعب عتمة الخيال

كنت أنام على خوف وأصحو على شمس.

الان أنام على شمس وأصحو على خوف

ماتت الحرب على باب بيتنا القديم

وأنا الغريب في البيت الجديد

لا مكان لي ... لا شمس ... لا ذكريات

مرّت الطائرة قبل قليل واخذت بيتنا الى اللا مكان

هذه القصيدة مملّة

ليست قصيدة

إنها هذيان

كلنا هذيان في لحظة عبث ياعزيزي

كلنا هذيان.

...

نسقط أوراق خريف على قارعة النسيان

هل نعود إلى ...؟

إلى حضن ذاك الغول

يلتهمنا ... ونسكت؟

دعنا يا عزيزي نمضي إلى المجهول

مخبول يجر مخبولا

مخفور يجر مخفورا

تابع يجر تابعا

ووطن يغرق في الهذيان

دعنا نسميه النسيان

انتبه يا ولد صحح الاسم

إنه : لبنان

تعليقات: