عين الحلوة: استمرار بناء جدار العار سراً ربما تكون الأعمال قد شارفت على نهايتها
بعد الاحتجاج على إقامة جدار عازل حول مخيم عين الحلوة، أعلنت السلطات اللبنانية توقف أعمال تشييده "مؤقتاً"، فسحاً في المجال للوصول إلى تفاهمات مع القوى الفلسطينية لحماية أمن المخيم، واتخاذ اجراءات داخله تحد من نشاط مجموعات إرهابية تشكل تهديداً حقيقياً لاستقرار لبنان، من بينها تسليم مطلوبين يتخذون من المخيم ملاذاً لهم.
أخيراً، تداول ناشطون فلسطينيون على حساباتهم في مواقع التواصل الاجتماعي أخباراً تفيد بأن السلطات اللبنانية لم تتوقف عن تشييد الجدار، بل هي مستمرة في بنائه، مشيرين إلى أنه خلال الأسابيع الماضية تكثفت أعمال البناء ورفع الكتل والمكعبات الاسمنتية من الجهات الجنوبية (المحاذية لمنطقة درب السيم ومحيط مقبرة المخيم) والشرقية (المنطقة المقابلة لجبل الحليب والفيلات) والشمالية. ويبدو أن أعمال بناء الجدار قد استكملت، وربما تكون شارفت على نهايتها.
أما الجهة الغربية، أي قبالة حي حطين وحسبة صيدا والأوتوستراد المقابل لمدرسة عائشة، فمازالت الأعمال متوقفة فيها، ولم تستكمل أعمال التشييد منذ الإعلان عن توقفها. وفي نظر متابعين، فإن الجهة الغربية ربما تكون هي النقطة الأكثر حساسية والأكثر خطورة التي يتسلل عبرها مطلوبون أو أولئك الذين يسعون إلى تنفيذ أعمال إرهابية. ولم يعرف إذا كانت الأعمال ستستأنف لاحقاً في هذه الجهة. لكن الناشطين يجزمون أن القسم الأكبر من الجدار قد بُني، وبقي قسم صغير لم ينجز بعد.
ترفض مصادر أمنية التعليق على الأنباء المتداولة في شأن الاستمرار ببناء الجدار، قائلة: "ربما يكون هناك ثغرات في محيط المخيم جرى العمل على سدها".
في المقابل، يستغرب مسؤول الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين في عين الحلوة فؤاد عثمان، في حديث إلى "المدن"، الاستمرار في بناء الجدار رغم الاجماع اللبناني والفلسطيني الرافض له.
وفيما يرى أن "ما يجري على الأرض يؤكد استمرار بناء الجدار"، يعتبر أن "الجدار ليس حلاً، انما الحل يكون باعادة النظر في التعاطي مع اللاجئين الفلسطينين من خلال توطيد العلاقة بين الشعبين". ويقول: "من يشاهد الجدار في درب السيم حول المقبرة يشعر أن القبور باتت تخضع للحصار، فكيف بسكان المخيم الذين يشعرون أنهم في سجن؟".
* المصدر: المدن
تعليقات: