استهدفت إحدى العصابات رعياناً في عكار والبقاع والجنوب
سجلت في الأشهر الستة الماضية زيادة ملحوظة في عمليات الترويج لأموال مزورة في مختلف المناطق اللبنانية. وأوقف مكتب مكافحة الجرائم المالية 34 شخصاً في الشهر الأول من العام 2017، وفق ما يقول رئيس المكتب المقدّم بشار الخطيب لـ"المدن".
يعتبر الدولار الأميركي (فئة 100، 50 و20 دولاراً) أكثر العملات تزويراً في لبنان، لأنه عملة رديفة يمكن استخدامها في جميع الأماكن ونظراً إلى قوته الشرائية، إضافة إلى العملة اللبنانية (فئة 100، 50 و20 ألفاً). ويعتمد سعر الأموال المزورة على نسبة التزوير فيها، فكلما كانت متقنة بشكل أكبر وتحاكي الميزات الموجودة في العملة الأصلية، كلما زاد سعرها.
ويؤكد الخطيب أن أعلى نسبة تزوير متقنة للعملة الأصلية وصلت إلى 50% في لبنان، وليس كما يدعي المزورون بأنها تصل إلى ما فوق 80%. وأوضح أنه في الأشهر الستة الماضية كُشف عن 36 مليون ليرة لبنانية مزورة من فئة 100 ألف و22 مليون من فئة 50 ألف ومليونين من فئة 20 ألف. أما بالدولار الأميركي، فتم كشف 270 ألف دولار مزورة من فئة 100 دولار و22 ألف دولار من فئة 50 دولاراً.
رحلة الأموال المزورة من المصدر ليست شاقة كما يظن البعض، إذ تصل من البقاع، حيث يتمركز المزورون إلى بيروت ومختلف المناطق اللبنانية ديليفري ومن دون أي عناء، إما مباشرة من المزورين أو عبر وسطاء من المنطقة. ويتقاضى الأخيرون نسبة معينة من المال لقاء تأمين المبلغ المزور المطلوب. وتعتمد هذه النسبة وسرعة تأمين الأموال لطالبها على قوة علاقته بالوسيط ومعرفته بطريقة إتمام العملية.
ووفق أحد أبناء البقاع، الذي كانت له تجربة في هذا العالم، فإن الأشخاص الذين لديهم صلة مباشرة بالمزورين قليلون جداً. ومعظم الأشخاص الذين يستطيعون شراء مبالغ مالية مزورة ضخمة وبيعها في السوق أو ترويجها يملكون قوة مالية ويكونون فوق الثلاثين عاماً، نظراً إلى إمكانية توفيرهم مبالغ كبيرة صحيحة لشراء مبالغ كبيرة مزورة.
ويؤكد الشخص نفسه، الذي اشترط عدم ذكر إسمه، أن "لدى المزورين آلات طباعة ومعدات تزوير في غاية التطور والاحتراف، يبلغ سعرها في بعض الأحيان مئات آلاف الدولارات، وهي تصل إليهم عبر الحدود السورية وبطرق غير شرعية". إلا أن الخطيب ينفي هذه المعلومات، ويؤكد أن "المزورين لم يصلوا بعد إلى استعمال المطابع المتطورة، وهم يعتمدون على الطرق البسيطة في التزوير ويستعملون آلات السكانر التي يمكن إدخالها عبر أي حدود".
الترويج في الريف
وبما أن السوق لا تستوعب كميات كبيرة مزورة في منطقة واحدة، ولاسيما في المدن، عمد المروجون إلى تصريف أموالهم في الأرياف والقرى، خصوصاً في محطات البنزين ومحال الخضار والدكاكين التي لا يشك العاملون فيها بأن الأموال قد لا تكون حقيقية. ويروي الخطيب حادثة حصلت قبل شهرين، عندما قُبض على عصابة استهدف أفرادها رعياناً في عكار والبقاع والجنوب، واشتروا منهم أبقاراً وأغناماً بملايين مزورة.
ويؤكد مصدر أمني في الجنوب لـ"المدن" ارتفاع حالات الترويج في المنطقة أيضاً وبطرق مختلفة، أبرزها التغطي بالدين واستخدام النساء في هذه العمليات، بحيث تدخل إحداهن أحد المحال بزي ديني كالعباءة السوداء، وتطلب غرضاً وتدفع للبائع مئة دولار مزورة، ليقوم هو بإرجاع أموال صحيحة لها، ثمّ تختفي.
ويشير المصدر إلى أنّه بالإضافة إلى اللبنانيين، ارتفعت نسبة السوريين المشاركين في عمليات ترويج الأموال المزورة في الجنوب أخيراً. ويؤكد الخطيب هذا الأمر على مستوى لبنان ككل. ويشير إلى أن نصف المروجين لبنانيين والنصف الآخر من الجنسية السورية. ويوضح أن هناك امرأتين بين كل عشرة أشخاص.
علامات الأمان
يقلل الخطيب من خطورة الأموال المزورة المنتشرة في السوق على الإقتصاد اللبناني لأن مجموع قيمتها لم يصل إلى المرحلة الخطرة. إلا أنه ينبه المواطنين إلى ضرورة أخذ الحيطة والحذر منها. ويوضح أن هناك قاعدة يمكن من خلالها تمييز العملات المزورة وهي "أنظر، ألمس، إلوِ". فعند اللمس يجب أن تشعر بأن الأحرف المطبوعة نافرة، وعند النظر ستلاحظ الخيط الأزرق المتموّج الألوان في منتصف الورقة، وعند لَيها ستلاحظ داخل الخط حرفا "ل ل". وهذه المميزات غير متوافرة في العملة المزورة.
تعليقات: