الموظفون رفضوا المشاركة في الاجتماع في وزارة العمل كونهم لم يتلقوا تبليغاً رسمياً

بدأت المرحلة الأخيرة من إغلاق مكتب قناة العالم الإيرانية في بيروت، عبر دعوة وجهها رئيس مجلس إدارة شركة "فلك" التي تدير المكتب محمد عرندس، الى الموظفين، للحضور الخميس الى مبنى وزارة العمل لمتابعة أولى جلسات تصفية أعمال الشركة، "نظرا للأوضاع المالية الصعبة التي تمر بها"، بحسب ما جاء في نص الدعوة.

ولم يشارك الموظفون في الجلسة التي عقدت في وزارة العمل الخميس، بالنظر الى ان التبليغ "لم يكن تبليغاً رسمياً، بل تلقيناه عبر تطبيق (واتس اب)"، بحسب ما قال موظفان في القناة لـ"المدن". وأشارا الى ان الجلسة حضرها رئيس مجلس ادارة الشركة محمد عرندس، والمدير المالي فيها علي مُلائي.

وبينما سيكون أكثر من ثمانين موظفا عاطلين عن العمل، ذكرت مصادر مواكبة ان القناة ستحتفظ بمراسليها الاثنين في بيروت، هما فاطمة عواضة ومحمد غريب، بينما سيتم الاستغناء عن خدمات سائر العاملين في المكتب.

خطوة الإقفال النهائي، جاءت بعد سلسلة خطوات بدأت بتأخير مستمر لأجور الموظفين وصل الى ثلاثة أشهر وأربعة أشهر أكثر من مرة، واستُتبعت بخطوة نقل النشرة الاقتصادية من بيروت الى طهران ووقف عدد من البرامج التي ينتجها مكتب بيروت، ثم كانت الضربة الأخيرة اليوم بتبليغ الموظفين بحلول وقت الاقفال النهائي. وإزاء تلك التطورات، بدأ الموظفون العمل على تشكيل لجنة متابعة لقضيتهم.

هكذا تحول ما يتخوف منه الموظفون منذ أكثر من ثلاثة أشهر الى أمر واقع بدوا مستسلمين له، كما يقول مصدر من العاملين على تشكيل لجنة المتابعة لـ"المدن". المصدر الذي فضل عدم ذكر اسمه، أكد أنه تشكلت على مدى الأشهر الثلاثة الماضية قناعة لدى الموظفين بأن رحلتهم في القناة انتهت، فانتقلوا من الاعتراض على إقفال المكتب الى المطالبة بحقوقهم التي ينصّ عليها القانون.

ويضيف إن شركة "فلك" أنشئت قبل أربع سنوات لتسجيل 50 موظفاً من المكتب في الضمان الاجتماعي براتب الحد الأدنى للأجور، علما أن بعضهم يصل انتاجه الشهري الى ما يقارب ثلاثة آلاف دولار، يُقبض الحد الأدنى منه من شركة "فلك"، بينما يحصل على باقي حقوقه نقداً.. في حين هناك 30 موظفاً لم يتم تسجيلهم في الضمان الاجتماعي، وبالتالي لن تكون لهم أي حقوق.

وتسعى الشركة اليوم لتصفية وضع موظفيها عبر دفع تعويضات لهم بموجب عقودهم مع شركة "فلك"، أي أن الموظف المسجل منذ 4 سنوات أي منذ تأسيس الشركة، سيحصل على 4 رواتب بحسب الحد الأدنى الأجور، علماً أن معظم هؤلاء يعمل في القناة منذ أكثر من عشر سنوات، ورواتبهم أعلى من ذلك بكثير.

ويلفت المصدر الى أن الشركة لم تبلغ الوزارة انها تدير مكتب قناة "العالم"، بل قدمت نفسها على أنها شركة انتاج تلفزيوني وبالتالي تحاول التملّص من أن يكون لها أي علاقة بالفترة التي أمضاها هؤلاء الموظفون في القناة، وبالأجور الحقيقية التي يتلقونها.

* المصدر: المدن