أطباء بلا حدود في مجدل عنجر:800 ولادة في سنة 10% من الأمهات المولدات دون سن 18 (لوسي بارسخيان)
في 23 شباط، أطفأ مركز رعاية الأمومة والطفولة في مجدل عنجر شمعته الأولى مع غزل. أول طفلة سورية ولدت في المركز، الذي نشأ في شباط 2016، لتأمين حمل صحي وولادات آمنة للأمهات داخل تجمعات اللاجئين وفي المجتمعات الأكثر فقراً وحاجة في البقاع.
المركز هو واحد من اثنين تابعين لمنظمة أطباء بلا حدود في البقاع، إلى جانب مركز مشابه في عرسال. ويجاور كل منهما عيادة صحية تابعة للمنظمة أيضاً، تخدمان فئة واسعة من القاطنين في مخيمات السوريين، إلى جانب العيادتين الموجودتين في بعلبك والهرمل، ومركز برالياس للأمراض المزمنة.
نحو 15 ألف امرأة في سن الخصوبة استفدن من خدمات مركز مجدل عنجر، الذي سجل حتى شباط 2017 نحو 800 حالة ولادة، 10% منها هي لأمهات دون سن 18، قدم لهن المركز رعاية نفسية، بالإضافة إلى المتابعة الصحية والإرشادات، خصوصاً لمن يضعن الطفل الأول.
العدد العام للولادات في المركز مرشح للتزايد، كما تؤكد المسؤولة الإعلامية في المنظمة جنان سعد لـ"المدن". وليس بسبب ارتفاع عدد اللاجئين السوريين في البقاع فحسب، إنما أيضاً نتيجة الثقة التي اكتسبها المركز، في محاولته تقليل نسبة الولادات غير الآمنة في صفوف اللاجئات، والولادات غير المرغوب فيها. بالتالي، الحد من عدد وفيات الأطفال حديثي الولادة والأمهات أثناء الولادة، في ظل اللجوء إلى دايات غير مرخصات في معظم الأحيان بسبب العوائق المالية أو غيرها.
تتحدث مديرة المركز مريم مصري، لـ"المدن"، عن خدمة مجانية يقدمها المركز للفئة الأكثر فقراً من المجتمع، خصوصاً في تجمعات السوريين، من دون تمييز بين لاجئ مسجل أو غير مسجل، إذ تشمل الخدمات إرشاد الأمهات إلى أهمية الرضاعة الطبيعية، وتزويدهن بالمعلومات التي تسمح للأم أن تعيش بسلام مع طفلها. ومن ضمنها التوعية على أهمية فسح المجال بين الولادات لإراحة جسم المرأة أولاً، وليأخذ الطفل حقه بالتربية والرضاعة الطبيعية. علماً أن المركز يقدم النصائح اللازمة ووسائل منع الحمل، لكن من دون التدخل بقرار العائلة في هذا الإطار.
داخل المركز تتم متابعة الأم من أولى مراحل الحمل حتى ما بعد ولادة الطفل، الذي يخضع أيضاً لفحص سريري، ويقدم له اللقاح الأول بعد ولادته. وتشرف على مهمة التوليد أربع قابلات قانونيات تتوزعن مع ممرضات على ساعات العمل على مدار 24 ساعة.
يستعين المركز بالأطباء النسائيين في حالات الطوارئ فحسب. وفي حالة تعثر الولادة تنقل الأم مباشرة إلى أقرب المستشفيات المتعاقد معها، حيث يؤمن فارق تغطية المستشفى على نفقة مفوضية اللاجئين.
أما في حالات الولادة الطبيعية، فيسمح للأم أن ترتاح 24 ساعة مع طفلها في إحدى غرف المركز، الذي يضم أربعة أسرة لما بعد الولادة، وغرفة مخاض تضم ثلاثة أسرة، بالإضافة إلى طاولتي توليد.
بين هذه الغرف الثلاث تولد حياة جديدة في المركز المستحدث منذ عام. الولادة هنا طبيعية ومن دون أي تدخل اصطناعي، كما تؤكد مصري. لتبقى المشكلة الأكبر مع الأمهات اللواتي يحتجن إلى الولادة القيصرية، إذ تبرز صعوبة تأمين الأمكنة الطارئة في المستشفيات أحياناً، خصوصاً بالنسبة إلى غير المسجلات في المفوضية. علماً أن منظمة أطباء بلا حدود، وفق سعد، تستجيب إلى حاجات الناس، وبقدر عدد الحاجة تحاول أن تطور مشاريعها. ومن ضمن المشاريع المرتقبة تجهيز المستشفى الحكومي في زحلة بحاضنات للأطفال يمكن إحالة بعض ولادات المركز إليها.
% المصدر: المدن
تعليقات: