برَّر جو معلوف نفسه محاولاً إنقاذ سُمعة البرنامج. ذكَّر: "إنّها قضية رأي عام، طُرحت في الإعلام!". وتابع واثقاً: "التسجيلات على هواتف اللبنانيين!". كلّ ذلك من أجل استضافة "زير النساء"، فتبلُغ الإثارة التلفزيونية منتهى القبح.
أيّ ملف رهنُ كيفية تناوله، احترام المُشاهد والذات. في حلقة الاثنين في "هوا الحرية" ("أل بي سي آي")، غلبت أنفاس المعالجة الصفراء. استضاف معلوف "البطّة" وقدّم له المنبر والوقت، عارضاً تسجيلاته، مُروّجاً للفضيحة. الذريعة المملّة ذاتها: "برنامجي اجتماعي ولا مفرّ!". تعثّر في خلق توازن بين المقاطعة والإصغاء، وتورَّط (من دون قصد؟) بالإدانة، مُجيّراً برنامجه للسمّ والرشق. الموضوع خطير، لا يُناقش كسائر الموضوعات. هنا سُمعة امرأة وظروفها، فسارع أصحاب الخطايا لرجمها بالحجار. لا بشاعة كالابتزاز بفيديوات تَشارك فيها إثنان وضعيات حميمة، والتلويح بها بفخر، على اعتبار أنّه يحقّ للرجل ما لا يحقّ للمرأة (لم تلجم الحلقة ذكورية الضيف!). سقطة معلوف في ضعف المحاججة والسماح بالتمادي في الظنّ. وفي إتاحة الفرصة لـ"البطولة" والدفاع عن النفس، والتشهير والتجريح واستغلال الأضواء.
لماذا؟ لأنّه هَمّ التلفزيون في زمن السقطات. معلوف "مصدوم". كاد ألا يصدّق حجم "الكنز" أمامه. ارتفع سهم الحلقة وحلّقت الأرقام. حركش في الوكر وابتسم لهجمة الدبابير. بيّن، كآخرين، هوساً بالرايتينغ. مرة أخرى، إنّها المعضلة: أيّ مسؤولية يتحمّلها الإعلام حين يتعلّق الأمر بالخصوصيات؟ مَن يعطيه حقّ التلويح بقضية من هذا النوع وإخضاعها لشطحات المعالجة وبرودة الأعصاب؟ تحضر دائماً جُمل مُستهلكة: "سيطلّ عبر منبر آخر، لِمَ لا نكون نحن المنبر؟". ذرائع والتفاف حول كارثية الفعل. كُن المنبر، لكن بحذر. بتحديد الوقت. بضبط الإهانة والإدانة. بعدم البناء على خطاب الجلّاد. دعكَ من فجور برامج تتغذّى بالفضيحة. لِمَ منافستها في الاغتسال بالوحل؟ طرح قضايا الخيانة والجنس لا تُعالج برجاء عدم ذكر الاسم. جو معلوف، "لمّا أنتَ مش قدّ الهوى، بتحبّ ليه، ليه؟".
تعليقات: