تنوء الخيام بين عيدين اسيرةً لورش البناء وجهود لا تكلّ في إزالة آثار العدوان الاسرائيلي الهمجي عليها.
هي لم تستطع بعد التقاط انفاسها لتغسل وجهها وتمسح عرق التعب عن جبينها، وتزيّن جدرانها وأزقتها وحواريها، وتشذّب مساكب النعناع ومساطب الحبق والورد الجوري لاستقبال ابنائها والاحتفاء بعودتهم الى ترابهم وجذورهم وبيوتهم العتيقة ومسارب الحنين بين شقوق حجارتها.
الخيام بابنائها من الآباء والامهات تعاند القهر والتعب وقلة الحيلة وقصر ذات اليد، وتكابد الشقاء لتخلق بيوتاً متواضعة من نور لتكون ملاذاً آمناً لأولادها العائدين من مهاجرهم القسرية وسفر العمر المتواصل، وحضناً دافئاً يخفف عنهم، ويشاركهم فرحتهم ويفتح لهم أبواب البيوت لاستقبالهم وتحكي لهم حكاياتها الدافئة وتستدرجهم الى زواياها الحميمة وذكريات الطفولة الجميلة، لتعيدهم إليها وتعيد بسمة العيد الى فناءاتها وبلسمة جراحاتها بوجودهم فيها.
لا يستوي العيد في الخيام إلا بأبنائها، ولا طعم ولذة لعيد عند أبناء الخيام إلا على أرضها وبالقرب من أحبّاء لا زالوا على قيد الحياة يشهدون لها حنانها، ولراحلين لا يزالوا بيننا يشهدون لتاريخها وعظمتها وانتفاضها لكرامتها ولكرامة ابنائها.
كل عام وأهلنا في الخيام والجنوب والوطن بالف خير
تعليقات: