هي أرضنا الطيّبة المعطاء التي لا تبخل على أبنائها بخيراتها الطبيعية المطابقة للمواصفات الصحية التي لم يحدّدها اي وزير أو جهة، انّما توازن الطبيعة الذي لم تعبث به حتى الآن يد البشر فسادا وسمّا!
"انّه موسم السليقة"، اينما توجّهت في حقول منطقة مرجعيون واراضيها الشاسعة تجد نساء تجمع السليقة البرية التي تصبح حاضرة على معظم الموائد وجبة رئيسية او نصف وجبة. اسماء كثيرة تتضمّنها السليقة ويعرفها معظم ابناء المنطقة، وهوالمصطلح المتعارف عليه بين أبناء القرى لتجميع الأعشاب البرية الربيعية الصالحة للأكل والطبخ المنزلي كالهندباء والصيفي والخبّيزة والدردار والبلعصون والشلافين والحمّيضة والقرص عنّي والرشاد البرّي... وتؤكل نية او مقلية او بشكل سلطة كما انها تدخل في وجبة رئيسية يتم جمع اكثر من نوع مع اضافة العدس، او تُؤكل بشكل فطاير، وهي الى طعمتها اللذيذة صحّية ومفيدة ومعالِجة لعدد من الأمراض، اذ يكفي ان الارض لم تعبث بها السموم حتى الآن.
في امكنة كثيرة مواطنون يفلشون السليقة لبيعها، فمن تعذّر عليه جمعها بنفسه وجد من يؤمّنها له باسعار زهيدة اذ يبلغ سعر الكيلو الفي ليرة، ذلك ان من العائلات يعتاش من الزراعة وبينه السليقة وان كانت موسمية فهي "كالبحصة التي تسند خابية".
في قرية عين عرب حيث يعتمد معظم اهلها على تربية المواشي والزراعة، وتكثر في محيطها الاراض الزراعية الخصبة، افاد الكثيرون من عوامل الطقس من امطار غزيرة ثم حراثة الارض تمهيدا لزرعها، فارتفاع بدرجات الحرارة ساهم بنبات السليقة بشكل وافر، السكين بيد والكيس بيد آخر والنتيجة سليقة جاهزة للاستهلاك اوالبيع.
كثيرون يعتبرون يوم "السليقة" نزهة في البرّية ورياضة للجسم، وعودة الى الطبيعة بعيدا من هموم الحياة اليومية والمعيشية والسياسية.
تصوير رونيت ضاهر
تعليقات: