اللّغةُ أمّ، والمعلّمُ سيّدُ الرّسالاتِ وبيتُ اللّغة. واللّغةُ ربيعٌ آخر، ببردةٍ بهيّة النّحوِ، أثيريّةِ المضامينِ، يرشثُفُها النّاشئةُ حبّةً حبّة فتقيهِم حرّ الجهلِ وغوغائيّة التّمدّن المنعزلِ عن جوهرِه.
في أجواءِ عيدِ المعلّم، وعلى مشارفِ عيدِ الأمّ،وبرعاية نائب رئيس بلدية حارة حريك المهندس احمد حاطوم أطلق مركز المطالعة لبلدية حارة حريك وجمعيّة إبداع للسّنة الثانية على التوالي " ماراتون المطالعة " في مركز المطالعة والتنشيط الثقافي للبلديّة، سعيًا منهما لبلورة الهدف الأساسي المُرتبط باستهداف الفئة الناشئة وترسيخ دعائمِ اللّغةِ العربيّة بتوسّل أجملِ المبادىء الفنية الجميلة التي تُحاكي عقول هذه الفئة وتحثهم على المطالعة ومحاولة التعبير بأسلوبٍ عربيّ سليمٍ.
الماراتون الّذي استمرّ لفترة أسبوعٍ، شارك فيه عددٌ من حتّى وصلَ عددَ الطّلاب المشاركين من مختلفِ الصّفوف الإبتدائية والمتوسّطة ما يُقارب الألف تليمذ من مختلف المراحل التعليمية أداره لجنة مختصة أشرف عليها رئيس جمعية ابداع الشاعر علي عباس ومديرة مركز المطالعة لبلدية حارة حريك الاستاذة منى عربيد .
أمّا السّباقات فقد تنوّعت بحسب الفئة العمرية التي شملت عمر الستّ سنوات إلى الأربعة عشر سنة، أو الصفية. فقد شمل الماراتون سباق قراءة القصّة، بحيثُ وُزّعت على التّلاميذ قصصٌ مصوّرة بلغةٍ سهلةٍ، كمبادرةٍ لتشجيعهم على القراءة، والملفتُ مشاركة طلابٍ من ذوي التربية المختصّة ممّن يعانون من صعوبةٍ في القراءة و الّذين اندمجوا تلقائيًّا مع أترابهم، وشعروا بحماسةِ القراءة. السّباق الثّاني كان "سباق التأليف" وفيه تفنّن التلاميذ بابتكار قصّى أو خاطرةٍ من تأليفهم، ومنهم من ارتأى تلخيصَ ما جاءَ في القصّة الّتي انتهى من قراءتها.ثمّ تبع ذلك "سباق الأسماء" وفيه كانت أسماءُ التّلاميذِ تُخط بزخرفةٍ عربيّة من تخطيط أستاذ الخطّ العربي في جمعية إبداع، فايد شحادي ، ليحاولوا كتابتها بأسلوبٍ فنيّ جميل. بعد ذلك شاركَالجميع بـِ"سباق الحروف" حيثُ طُلب إلى كلّ منهم رسمَ أوّل حرفٍ من اسمه باستعمال الألوان والأشكال المختلفة حتّى بدت أحرفُ أسمائهم لوحاتٍ فنيّة بأناملَ صغيرةٍ مُبدعةٍ.
أمّا السّباق الأكثر استحبابًا من قبل التّلاميذ لا سيّما الفئة الصغيرة منهم فكان "إنسان – حيوان – بلدان " لُعبةٌ تُخاطبُ بالأصلِ طفولتَهم وحماسَهم، وقد أضفى هذا السباق على الماراتون جوًّا من المنافسة الجميلة.
اضافة الى سباق القصيدة ومخارج الحروف ..
وقد عبّرت الأستاذة منى عربيد عن الماراتون بوصفة "استحقاقًا إيجابيًّا"، بعد نجاح التجربة السابقة في العام 2016 مؤكّدة على نجاح مسيرة التعاون الدّائم مع جمعية إبداع. وابدت اعجابها الكبير بالتفاعل الذي ابداه المشاركون ومن مختلف الفئات العمرية .
أمّا رئيس إبداع، الأستاذ علي عباس، فقد أكّد من جهته على العمل الدؤوب من أجل صيانة اللغة العربية الجميلة وايجاد الراوبط والوثيقة بينها وبين اجيالنا المبدعة .
وأضاف : يأتي هذا الماراتون كبادرة متفردة لبلدية حارة حريك على مستوى لبنان والعالم العربي ، حيث لم نتعرف الى شيه له في أي منطقة أو بلد .
وأثنى على المؤسسات التربوية التي شاركت في السباقات .
مُجدّدًا، وبخطًى حثيثة، تتمكن بلدية حارة حريك وجمعية إبداع من استكمال دورهما في ظلّ غياب الكثير من المبادرات في هذا الإطار.
وفي نهاية كل يومٍ ماراتوني كانت تُوزّع الهدايا علىى التلاميذ وتُلتقط صورٌ تذكاريّة مع أساتذتهم وأعضاء اللجنة الّذين أتمّوا على أكمل وجهٍ دورهم في خدمةِ الهدف السّامي، وكان لهم الحضور البارز طيلة أيّام النشاط.
وفي ختام الماراتون أعلن نائب رئيس البلدية عن اعتماد "ماراتون المطالعة" كنشاط سنوي مستدام .
* تصوير : زينة ناصر الدين وسارة قعيق
تعليقات: