اشتد عود العملية الامنية التي اطلقت مؤخراً، فمثل هكذا عمليات تتم في البِقاع من شماله حتى جنوبه ووصولاً لأحياء الضاحية وشوارعها وأزقتها، مهما كان نوعها او حجمها، لا يسجل لها النجاح في حال تجاوزت التنسيق والتعاون مع حزب الله الذي اعلن جهاراً ان "لا غطاء على احد من المطلوبين" لاسيما القتلة وتجار المخدرات واللصوص والمرتكبين لجرائم السلب والخطف والسرقات وغيرها نتيجة تعاظم افعالهم الجرمية. فمتى يرفع الحزب الغِطاء ويُبلغ الدولة بذلك مُفصِحًا عن كافة المعلومات والمعطيات التي بجعبته، تُسارع الاجهزة الامنية حتى البعض منها يتسابق لتوقيفهم واضافة الى سجلها المزيد من الانجازات.كل ذلك يتم بالتعاون والتنسيق مع اللجنة الامنية التابعة للحزب، طبعًا.
فبُعيد اطلالة الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الاستثنانية والتي خاطب فيها جمهور المقاومة مُسلطًا الضوء على قضية تُعد الابرز والاكثر حساسية نظرًا لابعادها العشائرية والسياسية، رافِعًا في حديثه الغطاء عن كل المطلوبين، يُماط اللثام يوميًا عن عمليات توقيف تطال مطلوبين جُدد بحيث يرخي هذا التعاون بين أمنَيْ حزب الله" والدولة بظلاله انفراجية واسعة على الساحة الداخلية والامنية.
العملية تسارعت وتيرتها في الساعات الماضية مع تعاظم المداهمات التي تستهدف مطلوبين محددين، لكن تسارع العملية اصطدم بارتفاع مستوى الجهوزية والتأهب لدى المطلوبين او من يدور بفلكهم حيث سجل في الايام الماضية حصول اشتباك وصف بالعنيف في منطقة "تحويطة البرج" بين قوة من استقصاء جبل لبنان المدعومة باللجنة الامنية مع المطلوب محمد زعيتر وهو احد اهم الاذرع لرئيس كارتيل المخدرات، نوح زعيتر في توزيع الممنوعات على اصنافها في الضاحية. "ليبانون ديبايت"، حصل على الرواية الكاملة لاشتباكات الضاحية الجنوبية لبيروت، والتي تبين وفقًا للمعطيات ان البعض قام بتضخيمها وتهويلها اعلاميًا وتحريفها عن مسارها.
اتُخذ القرار.. الخطة وضعت بوقت وجيز بعد جمع المعلومات وتحليلها. الساعة الصفر قد حُدّدت، استقصاء جبل لبنان أهب عناصره وحضر نفسه. اخرج المعلومات من جواريره، وبنتيجة متابعة سريعة ورصد دقيق مضافة على ما تقدم تم حصر الشُبهة بمكان تواجد زعيتر المُلقب بـ"الشيخ" ومعاونيه. وكما جرت العادة تم التنسيق مع مسؤول امني رفيع المستوى في اللجنة الامنية التابعة لحزب الله، "الحاج.أ" والمُكلف رسميًا بالتنسيق والتعاون مع الاجهزة الامنية بُغية توقيفه وتسليمه الى القضاء.
تقاطعت المعلومات والمتابعات على ان المطلوب بصدد الفِرار والتلطي بعيدًا بعد ان وصل الى مسامعه وسُربت اليه معلومات بان كمينًا بانتظاره ما سّرع في تحديد ساعة الصفر وتحت نظر آمر الفصيلة المعنية وتوجيهاته الحاسمة، وبمساندة من اللجنة الامنية التابعة للحزب، تحركت القوة لكنها قوبلت بكمين كان مُعد لها مسبقًا فحصل اطلاق نار من افراد العصابة بشكلٍ عشوائي وهو ما ادى الى اختراق الرصاص لجدران المنازل المأهولة خاصة تلك الواقعة في الطباقات العليا من المباني السكنية التي تمتاز فيها المنطقة التي حصل فيها الاشتباك.
معلومات "ليبانون ديبايت" تكشف النقاب عن مُطلق النار على العناصر الامنية، وتشير الى ان مرافق احد القٌضاة المعروفين، الرقيب اول و.ز بادر باطلاق النار باتجاه الدورية دِفاعًا عن "الشيخ" وعصابته، ما دفع بالدورية الى الرد فحصل الاشتباك العنيف.
وتكشف المعلومات عن 15 شابًا من آل زعيتر وعشائر اخرى حاصروا عناصر الاستقصاء وافراد اللجنة الامنية بغطاء ناري في محاولة لاجبارهم على اخلاء سبيل الموقوفين مما استدعى على الفور تدخل قوة من التدخل الرابع في الجيش اللبناني واخراج القوة المحاصرة بعد ان اقتحم موقع الاشتباك بالاليات العسكرية الثقيلة.
واللافت ايضًا وفق معطيات "ليبانون ديبايت"، كان قيام عنصر في جهاز امني وهو برتبة معاون أول، بالتعريف عن نفسه للدورية بانه من مكتب المدير العام طالبًا منهم ترك المطلوبين.
وبنتيجة هذا الاشتباك، تمكنت القوة من توقيف محمد زعيتر المُلقب بالشيخ وشقيقه مهدي، الا انه تم نقل محمد الى المستشفى نتيجة اصابته حيث يخضع للمعالجة وسط رقابة مُشددة.
تعليقات: