ما بقي من البيت والأثاث
يا للصدقيّة وحسن الإدارة والشفافية وحسن اختيار العناصر الذين يمسكون بملف تعويضات الأثاث والإيواء في الخيام...
بعدما أشيع في البلدة أنه تقرّر استكمال دفع تعويضات الأثاث، جرى الاتصال بالجهات المعنية في البلدة للتثبت من الأمر. وعلى هذا الأساس جرى الإعلان عن ذلك على موقع خيامكم.
كانت التعليمات واضحة أنه سيصار يوم الاثنين الموافق 17 كانون الأول 2007 إلى استكمال دفع التعويضات للمواطنين الواردة أسماؤهم في اللوائح السابقة.
الخياميون المقيمون (شتاءً) في بيروت، والذين تنطبق عليهم المواصفات المذكورة أعلاه (أي الواردة أسماؤهم في اللوائح السابقة والذين تعذر عليهم الحضور في حينه) بكّروا صباح اليوم المذكور بالتوجه إلى البلدة. لكن بعضهم فوجئ هناك بأنه لا تعويضات لهم... وكي لا يأخذوا على خاطرهم وعدهم المسؤولون قائلين: «إن شاء الله بعد العيد سيكون هناك أسماء جديدة» علّهم بذلك الوعد يخففون عنهم ويحدّون من غضبهم!
هذا الوعد يذكّرني بما وعدوني به. ولا أبوح سراً إن كتبته: بعدما كنت قد بنيت بيتاً حديثاً وأثثه بالكامل، جاء العدوان وقضى على كل شيء! عند البداية أعطيت «نصف بدل إيواء» لكوني غير مقيم دائم في البلدة، إذ أتنقل دوماً بين الخيام وبيروت، وقيل لي حينها (من مرجع ذي شأن) إنه عند تعويض الأثاث سيؤخذ ذلك بعين الاعتبار.
لكن عند توزيع تعويضات الأثاث لم يرد الاسم، فكان التبرير (من المرجع نفسه) أن من تقاضى بدل إيواء لا يستحق تعويض «بدل أثاث»، علماً بأن قيمة الأثاث عدة أضعاف مما دُفع بدل إيواء (بالأحرى نصف بدل إيواء).
يا للصدقية وحسن الإدارة وحسن الشفافية وحسن العدالة في التعويض، وحسن اختيار العناصر الذين يمسكون بملف تعويضات الأثاث والإيواء وغيرها!...
لهؤلاء نقول إنّ حرب تمّوز لم تكن حرباً بين قوتين عسكريّتين بقدر ما كانت عدواناً ظالماً ومركّزاً على مدننا وقرانا وعلى مساكننا وأرزاقنا والتعويضات التي جاءت على هذا الأساس وهي حق وطني وعادل لنا، لكن المؤسف أنه تقرر اختيار مثل هذه العناصر لتولي هذا الملف. ولهم نقول أيضاً إنهم ليسوا أفضل حالاً من الهيئة العليا للإغاثة، ما دامت الرقابة والشفافية غائبتين!
لذا، لن ننتظر من هؤلاء العناصر أن يداووا جراحنا، لكن يجب عدم السكوت على ما يجري ليصل الصوت إلى من سلمّهم الملف، علّهم يضعون حداً لمن يستخف بعقول الخياميّين، والسكوت عن حق الخياميين شيطان أخرس.
تعليقات: