قبل أن تصدر لجنة فينوغراد تقريرها النهائي بشأن حرب لبنان الثانية، تلقى الكثير من ضباط وجنود الجيش الإسرائيلي، بنوع من الاشمئزاز، شارة تلك الحرب، التي بدأ توزيعها مؤخرا. وفيما أشار جنود وضباط إلى أنهم يشعرون بالخجل لوضعهم الشارة على صدورهم، قال آخرون إنهم مضطرون لوضعها، فيما اشار جنرال في الاحتياط الى أن الشارة أعطيت بسبب نجاح الجنود في المحافظة على حياتهم في هذه الحرب، وليس لأنهم اجترحوا مآثر بطولية.
واعترف ضابط في الوحدات المقاتلة للمراسل العسكري لصحيفة «معاريف» «بأنني أشعر بالخجل لوضع هذه الشارة على البزّة العسكرية. ولو أنهم لم يجبروني على وضعها، لفضلت ألا أحملها». ويعبر اعتراف هذا الضابط عن حقيقة نقش هذه الحرب في الذاكرة الإسرائيلية، بأنها الأشد فشلا في تاريخ الدولة العبرية.
وأشارت «معاريف» إلى ان ضباط وجنود الجيش الإسرائيلي استقبلوا الشارة بكلمات قاسية. ونقلت عن ضابط شارك في الحرب قوله «إنني ملتزم بالجنود الذين قدتهم في المعركة وبجنود الوحدة الذين أصيبوا، لذلك أشعر بأنني ملزم بوضع الشارة. ولكن لو أن الأمر يتعلق بالمستوى القيادي الأعلى وبالتقدير الذي نعطيه للحرب، لفضلت ألا أحملها».
واعترف ضابط إداري رفيع المستوى بأن قسما من الضباط في وحدته آثروا ترك الشارة في صناديق البريد العسكرية في القواعد. وقال إن ثمة بالإجمال «إحساسا غير مريح أبدا يرافق هذه الشارة. فالرجال لا يشعرون بالراحة لحملها بسبب نتائج الحرب ولأنه ليس فيها الكثير مما يجب تذكره».
وأشار تقرير «معاريف» إلى تعدد أسباب اعتراض العسكريين على شارة الحرب الجديدة. وكتب المراسل العسكري أنه إلى جانب الاعتبارات الأيديولوجية، هناك جنود رفضوا حمل الشارة لأسباب أخرى. وقال أحد الجنود «لم أفعل شيئا في تلك الحرب لمصلحة أمن إسرائيل، فقد كنت في قاعدة تدريب الأغرار، وأشعر بالفضيحة إن حملت الشارة في حين يعرف زملائي أنني لم أشارك في الحرب». كما أشار آخرون إلى رفضهم حمل الشارة لأنهم كانوا يعارضون الحرب.
وألمح تقرير «معاريف» إلى أنه في الوقت الذي يلزم فيه الجيش أفراده بحمل الشارة على صدورهم عند ارتداء البزّة العسكرية، بدا رئيس الأركان الجنرال غابي أشكنازي مرتديا البزّة من دون شارة الحرب. وقالت الصحيفة إن الشارة سوف توزع على الجنرالات في الأسبوع المقبل في حفل خاص.
وحمل الجنرال احتياط دورون روبين على توزيع شارات الحرب قائلا إن «كل هذه الشارات تمنح لمن أفلح في البقاء على قيد الحياة. وهي لم تمنح لمن هب واقتحم. وهذه هي رسالة الكارثة الكبرى. في بنت جبيل تلقوا الأمر برفع العلم. هل فكرت في ذلك؟ إنه مثل «أبطال العلم» الأميركي في إيف جيميا في الحرب العالمية الثانية. وهذا مثير للصدمة».
ومع ذلك، يعترف روبين بأن «الجيش لم يكن أبدا على ما يرام. بما في ذلك جيلي» مشددا على أن «كل ما في الأمر هو تفخيم من جانب الصحافيين والكتاب. فما الذي يحفظ هذا الشعب منذ ألفي عام؟ دروس الوطنية وأيام الذكرى. أم الجيش؟ هل هذه هي شاراته؟ هل أنتم مجانين؟ إنها شارات لمن أفلح في البقاء على قيد الحياة».
يشعرون بالخجل عندما يتذكرون هذه الحرب
تعليقات: