العريف الشهيد عفيف جعفر
شريط فيديو وثّق حكاية بطل روى بدمائه أرض وطنه، لبسط الامن والامان وتوقيف كل من تسوّل له نفسه تجاوز القانون وارتكاب جرائم سلب ونهب وتشبيح.
ركضالفارس المقدام خلف المجرم غير آبه بالنيران التي يطلقها، من دون ان يتوقع أن رصاصة ستطلق من خلفه لتصيبه في رأسه وترديه على الفور... إنه العريف عفيف جعفر الذي ارتقى في الأمس شهيداً جديداً للقوى الامنية على مذبح الوطن.
نيران صديق أم عدو؟
هزّ مشهد إصابة جعفر بعد قيامه مع زملائه من فصيلة الاوزاعي في وحدة الدرك الاقليمي بمطاردة السارق ع.المقداد، في منطقة الاوزاعي، اللبنانيين. في الساعات الاولى انتشر الخبر ان الاخير هو من اصابه بنيرانه، لكن الفاجعة الكبرى عندما تم تداول اصابة العريف من الخلف وليس من الامام، ما طرح تساؤلات عن مطلق الرصاصة التي أنهت حياة أب لفتاتين. عن ذلك علّق الطبيب الشرعي الذي عاين الجثة نعمة الملاح في اتصال مع "النهار" قائلاً: "من المؤكد ان الرصاصة أطلقت من الخلف على مسافة متوسطة، وليست رصاصة طائشة من مسافة بعيدة، أصابت جعفر في رأسه قبل ان تخرج من عينه، توفي على الفور، لكون الاصابة قاتلة، فقد هشمت دماغه".
بين خطأ قاتل من أحد زملاء جعفر ودخول طابور ثالث لتشتيت عناصر الامن كي يتمكن السارق من الهرب تشعبت الاتهامات، أما الملاح فقال: "الاحتمالات مفتوحة،التحقيقات ستظهر الحقيقة، فرع المعلومات يراجع الكاميرات في المنطقة، كل الاجهزة الامنية تعمل على القضية". واستطرد "للمرة الثانية منذ 30 سنة في المهنة تدمع عيناي عندما أعاين جثة، لكوني اعرف الشهيد، مشهد إصابته ذكرني باستشهاد شقيقي العنصر في قوى الامن في قصة مماثلة".
من يتحمل المسؤولية؟
في بلدة القصر مسقط رأس الشهيد، أقيم لجعفر مأتم مهيب، شقيقه علي الذي وقف يتقبل تعازي المحبين علّق على فراق من عاش وإياه سنوات، واجها خلالها الحياة بحلوها ومرها، قبل أن تخطف رصاصة غادرة ما بقي من أيام لابن الستة والثلاثين عاماً بالقول لـ"النهار" بصوت مخنوق "غادرنا الآدمي يوم الاثنين كعادته للالتحاق بخدمته، ودع طفلتيه اللتين تبلغان الثلاث والاربع سنوات ورحل من دون عودة"، مضيفاً "ترك عفيف الضيعة وسكن في منطقة الاوزاعي نحو عشر سنوات، لكن في المدة الاخيرة عاد واستقر في بلدته. كان كل خميس يقصدها بعد الانتهاء من عمله، لكن هذه المرة كانت الاخيرة، وصلنا خبر استشهاده برصاصة وهو من عاش حياته من دونان يؤذي إنساناً". أما مختار القصر، فقال: "ما حصل قضاء وقدر، وعلى الدولة ان تكشف الحقيقة". في حين حمّل الملاح المسؤولية الى الدولة كون كما قال: "رأينا كيف يلاحق رجال الامن السارق من دون خوذ وتجهيزات".
بدلاً من أن يعود عفيف اليوم الى بلدته ليغمر طفلتيه، عاد بطلاً مقداماً، غمر لبنان بشهادته قبل أن يلتحف بتراب بلدته!
تعليقات: