الدكتور يوسف غزاوي في سنّ ال13
قصتي مع الأستاذ جورج المندلق.. ومع التحدي (أوردتها في كتابي غرنيكا الخيام...)، أحب أن تشاركوني إياها:
كنا نعاني من ضعف شديد في مادة اللغة الفرنسية في المدرسة الرسمية في الخيام، كما بقية المناطق الجنوبية واللبنانية على ما أظن، والأسباب كثيرة ومعروفة للجميع. كان الأستاذ جورج (من جديدة مرجعيون) من بين مدرسي هذه اللغة، مع التحفظ على هذه الصفة، ولم يكن مخلصا لوظيفته، فكان يسخر منا بدل تعليمنا أصولها وقواعدها، ولو بالحد الأدنى، وقد حصلت على نصيبي من إهانته لنا بقوله أن والدي خريج السوربون ويضع قبعة فرنسية على رأسه..الخ، مع ضحكة صفراء كريهة لم ولن أنساها أبدا. بقيت هذه الحادثة محفورة في ذاكرتي وأحسست حينها بنوع من السخط العارم ممزوجا بتحد كبير... مرت الأيام والسنون ودخلت الجامعة اللبنانية، وآليت على نفسي التفوق للحصول على منحة للدراسة، أين؟ في السوربون، لا غيرها، لأنني لم أنس إهانة "جورج". حصلت على المنحة، وسافرت إلى باريس ودرست في السوربون، وحين حصلت على شهادة الدراسات المعمقة في الفن D.E.A حملت الإفادة التي تثبت ذلك ووقفت خارج مبنى السوربون مستحضرا جورج الذي أوقفته أمامي كمتهم في محكمة لأقول له: ها أنا درست في السوربون أيها الأستاذ الفذ، يا أخ ال..... وأتحداك أن تكون قدماك قد وطئت هذه الجامعة...
ملاحظة هامة: حصلت حينها على منحتين في نفس الوقت، واحدة من مؤسسة الحريري إلى أميركا، والثانية من الدولة الفرنسية بطلب من الجامعة اللبنانية، وهو أمر نادر لا أعتقده حصل سابقا أو لاحقا مع أحد، منحتان في وقت واحد!
هذا هو الزمن كفيل بفعل المستحيل أيها الأصدقاء..
غرنيكا الخيام.. الكثير من القصص
تعليقات: