برعاية الشاعرة والكاتبة الدكتورة انتصار الدنان، وقّعت مي باسم شريدي كتابها تحت عنوان "The Fault in Our Nostalgia" في قاعة مكتبة مركز معروف سعد الثقافي بمدينة صيدا، وذلك بحضور مثقفين ومهتمين وعائلة وأصدقاء شريدي.
افتتح حفل التوقيع بالنشيدين اللبناني والفلسطيني، ثم قدّم للحفل عبدالكريم الأحمد مرحباً بالحضور وموجهاً التحية لشهداء وجرحى مخيم عين الحلوة، ومؤكداً على أن مي شريدي هي الوجه الحقيقي للمخيم الذي يولد بين ازقته المبدعين.
ثم تحدثت الشاعرة والكاتبة الدكتورة انتصار الدنان وقالت: لأول مرة أقف لأتكلم على زهرة تنمو في بستان الأدب، زهرة كأنها الجلنار في بهائه وطلعه، زهرة تتفتح للحياة بكل ما للكلمة من معنى.
زهرة أردتها أن تغزو عالم الأدب والفكر، لأنها تستحق، تستحق أن تعطى لقب أميرة فلسطين الصغيرة للحرف والكلمة. أن تكتب طفلة في الرابعة عشرة من عمرها باللغة الأجنبية، هذا دليل على نمو الثقافة لدى شعبنا، شعبنا الذي منذ العام 48 يعيش لاجئا يهيم على وجهه من مكان إلى آخر، لكنه على الرغم من مُر الأيام التي يعيشها في المنفى، في المخيم الذي لا يزال ينكأ جراحه التي غسلته منذ أيام، المخيم الذي يحاول أن يمحو الجهل ويدحر الظلم، هو بألف خير وعافية.
عندما كلمتني، مي، وجدت لديها الإصرار للقائي، التقينا للمرة الأولى في مقهى صغير قرب بيتها في صيدا، حدثتني عن كتاباتها أولا، وعن طموحها الكبير قالت: أريد أن أصير مشهورة، أريد أن يعرفني الناس، وعندما سأنهي دراستي الثانوية، سأسافر حيث أخي موجود، لأتعلم الترجمة وأعمل بها.
في الخارج لدينا متسع من الحياة لنكتب، لنتعلم، لنعيش.
عملت على مساعدتها، لأن لديها ما تقوله: (الحنين) روايتها الثانية، اتفقنا على أن نزور الدار حيث طبعت روايتها، اتفقنا على أن يكون اسمها بين الأدباء الكبار والشعراء.
وجدت فيها نفسي، رأيتها كمرآتي التي كنت أنظر إليها طويلا وأحادثها، وأحلم أن أصير كاتبة مشهورة، أكتب عن فلسطين ولها، أكتب عن الناس وهمومهم، أكتب عن الحب وشجونه، أكتب عن الحرية.
كنت أحادث مرآتي لساعات طويلة، أحاورها على أنها الأشخاص الذين يقومون بأدوار رواياتي. كان الجيران يظنونني مصابة بمرض ما، لكنهم عندما كانوا يسألونها، كانت تجيبهم إنها تغني.
مي هي مرآتي اليوم، كلمتني فقمت بدور البطولة معها، ومع أمها وأختها وأبيها، العائلة التي تستحق التقدير، لأن من يؤمن بقدرات أبنائه، ويكون لهم داعما أمام كل تحديات الحياة له كل التحايا والتقدير في زمن قل فيه الإبداع المتميز.
مي، أخذت على نفسي عهدا بالوقوف إلى جانبك ومساعدتك حتى النهاية، وحتى عندما يشتهر اسمك ويلمع، لأنك بحق تستحقين.
تستحقين لقب أميرة فلسطين في الحرف والإبداع والكتابة.
القصة التي أوردتها في كتابها قد تكون واقعية، وقد تكون من نسج الخيال، وقد تكون من كليهما، لكنها مع اختلاف تقديرنا بواقعية ما كتبته، أرادت أن تعالج النزعات الإنسانية.
مي، مبارك لك إنتاجك، مباركة زهرتك التي تفتحت اليوم في بستان أخضر اسمه فلسطين.
وألقت مي شريدي كلمة باللغة الإنجليزية تحدثت فيها عما يحويه الكتاب، وفي الختام وقعت كتابها للحضور.
تعليقات: