كنا طلاباً، وكانت لنا أحلامنا، وغاية احلامنا الكبيرة كانت تكاد تقارب طاولة المعلم: ايها السلطان اريد ان اعتلي العرش عرشك... واصبحنا معلمين تربعنا فوق العرش المكسور المهلهل المتهاوي...اخ يا مقعد التلميذ لك الملك وانت الشاه كم أحن اليك من خلف طاولة المعلم.
أيتها الطاولة الحلم اليوم عيدك، اشلحي عنك سنة من غبار الطبشور والتعب، ارتدي الورود والحدائق والاغاني فالمعلم يكاد يصل... المعلم امام باب الصف... المعلم ها قد وصل، المعلم وصل دون عيد... كل هموم الوطن مرتسمة على وجهه، هموم الوطن المهدد بالتقسيم والتمزق والصراعات المذهبية والطائفية، وجهه الجميل زيتونة قاسية، وجهه عناقيد يابسة وعريشة كانت مرة خضراء، وجهه وردة اعطت كل اريجها ووزعت ما استطاعت من عطر وسحر. يصل المعلم الى اذار عيده و في عينيه يلمع رعب مخيف... إلى متى يستمر كل هذا الفقر... الى متى يستمر اهدار الربح والانتصارفي معركة التمزق والانقسام، الى متى يستمر هذا التفتيت والتفريط بالوطن... لابد من العودة اذاً وبسرعة الى الطلاب: هذا هو الصديق وذاك هو العدو هكذا نربح الوطن وهكذا نخسره معركتنا ضد العدو واحدة وضد التخلف واحدة وضد الفقر واحدة ايضا اذا عدت ايها ايها النبي... الوطن بانتظارك... مبارك كل تعب عينيك، مبارك غضبك، مبارك الامل في عينيك، مبارك عطاؤك ومبارك عيدك.
تعليقات: