في 2007 بقي وليد جنبلاط على هواياته الانعطافية


طالما امتاز الخطاب الجنبلاطي بالتبدلات الجذرية بناء على معطيات متشابكة دوليا-اقليميا ومحليا. في العام 2007، لم يغير زعيم المختارة من نهجه الدائم، فمن مدافع عن الوصاية السورية، الى القائل لهم ”اخرجوا“، من الداعي الى ضرب بول وولفوفيتز الى ”زبال في نيويورك وليس من زعيم وطني في لبنان“. وليد جنبلاط تحبه ام تكرهه، لكنه دائما لغز السياسة اللبنانية، ومحور الجدلية اللبنانية بأبهى حللها. ثابتة وحيدة لم تتغير فيه، بقيت ”راداراته تنقز“.

البداية مع وليد جنبلاط كانت في مطلع العام الجاري، وقبل حوادث كانون الثاني، حذر من خطر بيع الأراضي مكررا اتهامه ”من خطورة قيام الدولة المجوسية“. وبعد الحوادث الدامية، أكد ”أن بعضا من مخابرات الجيش يتعامل مع حزب الله“. وفي شباط الفائت، طالب حزب الله باعطاء سلاحه للجيش اللبناني و“التبن والشعير لحلفائه“.

هاجم بشار الأسد بأبشع النعوت، واستخدم كلمات ومفردات جديدة، مدخلا الأفاعي والحيتان في صميم الخطاب السياسي. في مطلع العام 2007، اقتنع الجميع بأن وليد جنبلاط لن ”ينقلب“ بعد اليوم لاستحالة الانقلاب، ولتموضعه في أشد الأماكن حرجا، لكنه فاجأهم.

مع سورية وايران

بقي جنبلاط يهاجم دمشق وطهران أحيانا بعنف، واحيانا بهدوء، لكنه كان رأس حربة في مطالبته باطاحة النظام السوري، ورفضه ”هيمنة الجمهورية الاسلامية“، وجال في الولايات المتحدة لتدعيم نظريته، شدد على قيام المحكمة الدولية ”لمنع كل من يفكر في زعزعة استقرار لبنان“. قبل أن يجنح في الآونة الأخيرة الى التهدئة و“الاعتراف بأن سورية هزمتنا“، ورد عليه وليد المعلم“سورية قلبها كبير“، . فمن الخوف من المجوس والفرس، الى خطاب هادئ، تحول كبير في نظرة جنبلاط الى المستقبل الآتي، قد يكون استشعره خلال زياراته الخارجية.

مع حزب الله

علاقته مع الحزب يشوبها الغموض ، مرات يكون سلاحه غدرا واغتيالات، ومرات يكون سلاح مقاومة ”علينا حمايتها“. مرات ”حزب الله ينزع الهوية اللبنانية عن الشيعة اللبنانيين“ ومرات ”نحيي المجاهدين المقاومين“. سلاح الحزب ليس ”مقدسا او الهيا“، لكن ” عليه الاندماج في الجيش لاسقاط كل مؤامرة“. الحزب ”متعامل مع اسرائيل“ خلال عملية تبادل الأسرى، ثم ”الاستقلال يبنى مع المقاومة ومع قبولها الاستيعاب التدريجي ضمن الجيش الوطني في مواجهة إسرائيل وهو ما سيرفع بشكل كبير من قدرات هذا الجيش على المواجهة“.

وليد ونبيه

حلف الثمانينات بين بري وجنبلاط اهتز مرات كثيرة لكنه لم يتفكك ”لا أحد يعرف وليد جنبلاط بقدري“ كانت كلمة الأستاذ مدوية، فما جمع بينهما من رفقة سلاح، وسياسة لن تقدر على محوه التحالفات الحالية، لا بل في بعض الأحيان، كان الرجلان يتحاوران معا باسم فريقيهما السياسيين رغم بعض السجالات، الا أن وليد جنبلاط دأب في الآونة الأخيرة على زيارة نبيه بري في كل جلسة تؤجل انتخاب الرئيس. ومن هناك، في جلسة 23 تشرين الثاني طالب جنبلاط بالتوافق“ حفاظا على السلم الأهلي“. وطالب بتسوية تحفظ حق الجميع، بعدما رفضها في البداية، ثم ”لن اقف في وجهها“ لاحقا.

جنبلاط وحلفاؤه

”خائن من يسير في التسوية، وسيحكم عليه بالاعدام المعنوي والسياسي“، ”حقنا دستوري في نصاب النصف زائد واحد“. ”نحن مع التسوية بالتوافق ولأجل السلم الأهلي“، ”لا عودة الى نصاب النصف زائد واحد، ولنعدل الدستور وننتخب العماد سليمان“. مهلا، ماذا قال في احدى المرات؟ ”لا لتعديل الدستور ولا للإتيان بعسكري، لأنني لا أوافق على الأمرين“. تلك التغييرات وضعت جنبلاط في حالة صدامية مع الدكتور سمير جعجع، وأحس العميد كارلوس ادة بأن جنبلاط تركه، فيما لحق سعد الحريري بوليد بك سياسيا. بقي سيف التهديدات في شأن النصاب الدستوري لانتخاب رئيس للجمهورية مسلطا، لكن دون فعالية، فما كتب قد كتب، وجنبلاط مستمر بخطوته الجديدة ”ولله في خلقه شؤون“.

العلاقة بالجيش

الفكر الجنبلاطي مبني على عقيدة رفض العسكر، ورغم التعايش الصعب بين الرئيس اللواء فؤاد شهاب والزعيم كمال جنبلاط، الا أن هذا الأمر لم ينسحب على جنبلاط، رفض دعم العماد اميل لحود ولم يشارك في جلسة انتخابه، حاربه كثيرا وحمله مسؤولية الأزمة العاصفة بلبنان ”لأنه يمسك بالأجهزة الأمنية“.

اعتبر ان الجيش كان منحازا إبان اشتباكات كانون الثاني، طالب بالوقوف الى جانبه في معركة نهر البارد، وعندما طرح اسم العماد ميشال سليمان للرئاسة، دعاه الى مائدته، مشيدا بمزاياه، لكنه أردف ”أريدك ان تفهم موقفي، أنا لست ضدك شخصيا، لكنها قصة مبدأ“. لكن وليد بك سرعان ما انقلب على ليله، داعما العماد سليمان، مصرا عليه، وداعيا الى نتخابه في أسرع وقت.

مواقف جنبلاطية

- حزب الله يحاول نزع الهوية اللبنانية عن الشيعة (2 شباط)

- ما الفرق بين رصاصات الغدر وسيارات الغدر واعلام الغدر وضباط الغدر وانظمة الغدر؟ لا فرق... غدر بغدر (8 تموز)

- لن أقبل برئيس توافقي ولن أخرب مسيرة التوافق العام سيكون لي موقفي ونواب الحزب التقدمي الاشتراكي من ضمن اللقاء الديمقراطي،وقد تكون هناك معطيات لدى حلفائي وأخرى إقليمية ودولية تفرض تسوية ما (8 تموز)

- أريد رئيسا من 14 آذار (8 تموز)

- للأكثرية الحق في الاجتماع في أي مكان لانتخاب رئيس للجمهورية في الايام العشرة الاخيرة من موعد الاستحقاق (8 تموز)

- بعضكم قد يسأل لماذا أخذت كل هذا الوقت لأتحدى الاحتلال السوري للبنان، يوما ما، إذا نجوت من جزار دمشق، وارث الحشاشين، كما وصفهم بشكل صحيح برنارد لويس، يوما ما سأكتب مذكراتي (8 أيلول)

- خائن من يسير في التسوية وسيحكم عليه بالاعدام المعنوي والسياسي (أيلول 2007)

- الكذب ملح الرجال، إنه فعلا كذلك، فلقد إنكشف القناع نهائيا عما يسمى ”مقاومة“ (8 تشرين الأول)

- هناك علاقة ما بين اسرائيل وحزب الله (18 تشرين الأول)

- بالامس اطل علينا احدهم مهددا ومتوعدا كعادته (السيد نصرالله)، ناعيا كل المبادرات السياسية سلفا لحل الازمة التي كان سببا في افتعالها، ومبشرا اللبنانيين بمرحلة جديدة من الحروب والصراعات التي يأمل ان تغير وجه المنطقة، ودائما من البوابة اللبنانية (12 تشرين الثاني)

- الوحدة الوطنية والحوار هما فوق كل اعتبار (16 تشرين الثاني)

- لا حل سوى بالتوافق لحماية السلم الأهلي (23 تشرين الثاني)

- الاستقلال يبنى مع المقاومة ومع قبولها بالاستيعاب التدريجي ضمن الجيش الوطني في مواجهة إسرائيل (17 كانون الأول)

للتذكير

اتهم وليد جنبلاط مرة الأمين العام ل“حزب الله“ السيد حسن نصرالله من دون أن يسميه، ورأى أن كلامه ”بمثابة تهديد مباشر بالقتل وباستمرار الاغتيالات السياسية“. واعتبر أن بعض الاطراف المحلية ”يبدو أنها تستفيد من استشهاد قوى ”14 آذار“ بشكل يوازي ان لم يكن يفوق افادة النظام السوري“. وأكد تمسكه بالقرار 1559، وقال: ”لقد آن الأوان للقبول بالاستراتيجية الدفاعية التي ينضوي فيها السلاح تحت إمرة الدولة، والا تسقط نهائيا مقولة المقاومة“.

تعليقات: