رعى وزير البيئة طارق الخطيب حفل اختتام حملة "شجرة لكل مواطن" في المنطقة الحدودية خلال جولة جنوبية، استهلها بتفقد حوض الليطاني عند جسر الخردلي، حيث كان في استقباله عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب علي فياض ورئيس اتحاد بلديات جبل عامل علي الزين، بحضور حشد من رؤساء بلديات القرى والبلدات الواقعة على مجرى نهر الليطاني. وبعد جولة عند ضفاف الليطاني وشرب القهوة العربية عنوان الضيافة الجنوبية، استمع الوزير الى شرح مفصل عن المشاكل البيئية فيه وبالتالي تراجع الحركة السياحية، اضافة الى الأضرار في محطات ضخ المياه التي تغذي عددا من القرى المحيطة.
وقال الوزير الخطيب، "نحن في المجلس الوطني للمقالع والكسارات اتفقنا على عدم التجديد لأي منشأة حائزة على ترخيص إلا اذا كانت تقوم بالتأهيل، إنما الكل يعمل خارج اطار القانون ومن دون تراخيص، بمعنى آخر باستثناءات، همنا اراحة المواطنين، وقضية تلوث نهر الليطاني هي هم وطني وواجب وطني، يقتضي التدخل الفوري والفعال لمعالجته لما له من فائدة إيكولوجية واقتصادية واجتماعية، ولقد عقد عدد من الإجتماعات مع النائب علي فياض واللجنة الوطنية لحماية نهر الليطاني بهذا الخصوص. كما تم تشكيل لجنة وزارية مؤلفة من وزارات عدة لمعالجة هذه الأزمة، ووضع خطة عمل طويلة المدى ومتوسطة وقصيرة المدى، وان اسباب التلوث عديدة منها الصرف الصحي، المبيدات الزراعية والمصانع والمعامل، من هنا وكوزير للبيئة، فأنا حريص جدا على تطبيق معايير البيئة بعمل المعامل والمصانع والتعاون مع وزارتي الصناعة والزراعة لمعالجة التلوث الناتج عن المبيدات الزراعية والمصانع، مرحلة طويلة طبعا ولكن يجب ان نبدأ بذلك".
أضاف: "هناك قروض دولية قدمت لإنشاء محطات تكرير لتخفف من التلوث الناتج عن الصرف الصحي، وهناك اجراءات بوقف بعض شبكات الصرف الصحي عن الضخ في النهر، وافكار باستحداث حفر صحية ونقلها الى محطات التكرير في القرى التي ليس فيها شبكات صرف صحي، وهذا الأمر يتطلب تضافر كل الجهود، وانا اعتبر هذا الموضوع هو هم من هموم وزارة البيئة، وكل امكانات الوزارة والتي هي محدودة، وامكاناتي الشخصية، اضعها في خدمة الليطاني ونهر الليطاني الذي هو اهم مورد مائي للبنان، وانني أتزود دائما بتوجيهات الرئيس ميشال عون وحماسه لمعالجة هذه المسألة الوطنية، وأتمنى على الجميع من نواب وبلديات التوصل الى حلول ناجعة لإنقاذ الليطاني والبيئة من كارثة".
وتابع: "ان أكبر الملوثات هي مسألة المرامل، وتلوث الليطاني، واليوم في خلة خازن، في منطقة العيشية، بات مقطوعا نحو الفي شجرة صنوبر بسبب المرامل، وهذا بحد ذاته كارثة بيئية، ولذلك علينا السعي لوقف هذا الإنتهاك للبيئة. ولقد كلفت فريقا متخصصا في الوزارة لدراسة بدائل المرامل التي هي موجودة دائما باهم مناطق الإصطياف وحيث توجد ثورة صنوبرية، وبدأت دراسة فكرتين: إما ان تقوم الدولة ببيع رمل البحر ما يشكل موردا مهما لخزينتها وما يجعل اصحاب الشاحنات يعملون دوما وهذا اجراء قيد الدرس، أو استيراد الرمل من مصر، ويتم دراسة سعر الكلفة وكل الإجراءات، لأنه من غير المسموح ولا يجوز ان يبقى الوضع هكذا".
من جهته اعتبر النائب فياض، ان "كل من يستوفي الشروط القانونية والبيئية والمالية يحق له العمل، وانا لم أر حتى الآن أي مكان جرى تخريبه واعادة تأهيله بيئيا، هنا المشكلة، والأجهزة الرسمية هي المعنية بهذا الأمر، لذلك عندما نقول دعوا القانون يطبق بحذافيره، فلنقلع عن السياسات الإستثنائية خارج المخطط التوجيهي والأذونات الاستثنائية التي تسبب الضرر الأكبر. فاذا ما اعتمدنا هذه السياسة على الأقل نكون قد خففنا من هذه الأضرار، بانتظار الوصول الى حلول استراتيجية بديلة تلغي الأضرار نهائيا، بلدنا صغير لا يحتمل هذا التسيب البيئي".
ولفت رئيس اتحاد بلديات جبل عامل علي الزين، الى اننا "احببنا في هذا الحفل الختامي ان تكون هناك اطلالة لوزير البيئة على موضوع نهر الليطاني والاطلاع على مشكلة التلوث الذي يعاني منه، اضافة الى تفقد محمية وادي الحجير الطبيعية وبعض الاماكن الاثرية في المنطقة التي تساهم في تعزيز السياحة البيئية في المنطقة.
بعد ذلك، توجه الوزير الخطيب والمشاركين في استقباله الى مقر اتحاد بلديات جبل عامل في الطيبة – قضاء مرجعيون، للقاء الفاعليات، حيث القى كلمة قال فيها:" شعار ملتقانا، شجرة لكل مواطن. فكما الجنوب شجرة عنفوان لكل مواطن، كذلك فمن حقه علينا أن نرفد تربته، بأشجار تظلل في أفيائها من كتبوا بالدم الزاكي والعرق النقي أسطورة الانتصارات التي محت عن الخارطة زمن الهزائم
واشار الى ان" وزارة البيئة تولي أهمية كبيرة للمحافظة على محمية وادي الحجير الطبيعية ولتأمين استدامتها واستمراريتها، ولتقديم الدعم اللازم الى لجنة المحمية لتمكينها من تنفيذ جميع النشاطات اللازمة لحماية وحسن ادارة هذه المحمية القيمة، من تأمين متطلبات فريق عمل المحمية، الى اعداد الدراسات العلمية حول التنوع البيولوجي فيها لتفعيل حمايته ومراقبته، وانشاء وصيانة البنى التحتية اللازمة لمكافحة الحرائق وللسياحة البيئية، واعداد مواد وبرامج توعوية واعلامية حول المحمية.
ثم تفقد محمية وادي الحجير، واختتم الحفل بغذاء تكريمي اقامه على شرفه رئيس اتحاد بلديات جبل عامل علي الزين في مطعم أكاسيا في مجدل سلم.
تجدر الاشارة الى ان محمية وادي الحجير أول محمية طبيعية أنشئت عام 2010 بموجب القانون رقم 121 وذلك بمبادرة مشكورة من أصحاب السعادة نواب المنطقة، حيث إنضمت هذه المحمية الى لائحة المحميات الطبيعية، فأصبح عددها خمسة عشر محمية تشكل حوالي 3 % من مساحة أرض الوطن، تحتوي على تنوع بيولوجي غني جدا يتمثل في حوالي 370 نوعا من الطيور المقيمة والمهاجرة، وما يزيد عن ألفي نوع من النباتات والأزهار البرية، والكثير من هذه النباتات هي متفردة في لبنان والبعض منها نباتات طبية وعطرية، هذا بالإضافة إلى حوالي ثلاثين نوعا من الحيوانات الثديية".
تعليقات: