عمّار حوري
حتّى أيّام خلت، كان نائب بيروت الدكتور عمّار حوري واحداً من شخصيات عديدة ركبت قطار حريري ــــــ إكسبرس الانتخابي، ووجدت نفسها داخل البرلمان. حاله كحال معظم النوّاب المستقبليّين الذين ما زال المواطنون يجهلون أسماءهم وخلفيّاتهم.
فجأة، علم اللبنانيون أنّ العماد ميشال سليمان أصبح المرشّح الرئاسي للأكثريّة النيابية. وحين طُرح السؤال: من نقل الخبر؟ كان الجواب: النائب عمّار حوري! المفاجئ أنّ المواطنين لم يصابوا وحدهم بالمفاجأة، وإنّما شاركهم بها أيضاً نوّاب الأكثرية الذين ذُهلوا لدى رؤية حوري ينقل إليهم قرار زعيمهم القريطميّ.
بعد ذلك، عاد حوري إلى صمته. لكنّ طيفه ظهر في موسم الأعياد. وبدلاً من القطار، كان حوري راكباً عربةً تجرّها غزلان وحيوانات أخرى. لم ينطق حوري بفرمان حريريّ هذه المرّة، لكنّه أصدر أحكاماً وتصنيفات، فقسّم قوى المعارضة إلى شقّ معطّل لمجلس النواب، وشقّ محتلّ لوسط بيروت، وشقّ مشكّل من «تجمّع راسبين في الانتخابات».
والواقع أنّ من يسمع السيّد حوري يعيّر الآخرين برسوبهم في الانتخابات، يظنّ أنّ جحافل شعبيّة تهتف ليلاً ونهاراً باسمه، وأنّ وجوده على لائحة الحريري قد جيّر لتلك اللائحة آلاف الأصوات. ونسي السيّد حوري أنّ قوى 14 آذار كانت قد تبنّت ترشيح «راسب في الانتخابات» لمنصب رئاسة الجمهورية.
لكن، لندع الانتخابات جانباً، وننظر في أمر آخر. بات عمّار حوري يصنّف اللبنانيّين، أيّ دور يبقى لأحمد فتفت؟
تعليقات: