أرادت ممازحة زوجها فوقعت الكارثة!
أرادت مُمازحة زوجها لمنعه من مغاردة المنزل وتركها وحدها، أمسكت ببارودة الصيد وجهتها على نفسها، حاول سحبها منها فإذ بخرطوشة تنطلق وتصيب رأسها، لتسقط على الشرفة مضرجة بدمائها وتنقل على إثرها الى المستشفى لتفارق بعدها الحياة. هي فدى الأشقر التي رحلت باكراً مع جنينها قبل أن تحقق حلمها برؤيته، أما زوجها عبد الرحمن ط. فالى الآن لا يعلم أنها تركته الى الأبد، هي التي لم تكن تقوى على فراقه لحظة.
عند الساعة السابعة من مساء أمس حلّت الكارثة في بلدة عين الدهب- عكار، فبعد يوم طويل امضته فدى الحامل بشهرها السادس مع عبد الرحمن(22 عاماً) حيث كما قال قريبها المختار فادي الاشقر: "قاما برحلة مع العائلة الى البرية، قبل ان يعودا الى المنزل برفقة والدتها، تبادلوا الاحاديث عن رمضان ورغبتها بشراء ملابس لابنها المنتظر".
بعد مغادرة امها، وقفت مع زوجها على الشرفة لاصطياد طائر اللهاية، مازحها بأنه يريد الخروج الى القهوة، فما كان منها الا أن وجهت البارودة اليها من دون ان تتوقع ان تخرج طلقة منها وتصيب فروة رأسها".
اتهامات وانكار
ابنة الثمانية عشرة عاماً قاومت خمس ساعات قبل ان تستسلم للموت، وبحسب الاشقر "نقلت الى مستشفى اليوسف، من دون ان تحظى بأي عناية، بقيت في قسم الطوارئ طوال الوقت، لم يضعوها في غرفة العناية الفائقة ولم يجروا لها اي عملية، اتصلنا بمستشفى الشمال لنقلها لكن مستشفى اليوسف رفضت بحجة ان وضعها الصحي لا يسمح، حتى لم ينظفوا رأسها من الدماء بل نحن من قمنا بذلك بعد وفاتها". واضاف "طلبنا توليدها لانقاذ الجنين لكنهم رفضوا".
المدير الطبي لمستشفى اليوسف ونقيب الاطباء في طرابلس والشمال عمر عياش رفض كل الاتهامات التي وجهت الى المستشفى وطاقمها الطبي، وقال: "المريضة كانت شبه ميتة، اجرينا لها انعاشاً في قسم الطوارئ المجهز بشكل كامل لعلاجات كهذه لكون لا غرف فارغة في العناية الفائقة، حضر طبيب الانعاش وجراح الدماغ الذي جزم بأنه لا يمكن اجراء عملية لها لكون دماغها خارج جمجمتها المهشمة، اما الجنين فكان متوفى بحسب الطبيب الشرعي". وتابع "تواصلنا مع وزارة الصحة لنقلها الى مستشفى حكومي في حلبا او طرابلس على الرغم انه كان مؤكداً أن لا امكان لبقائها على قيد الحياة".
رصاصة غادرة
"الى الآن لا يعلم عبد الرحمن الذي يعمل في احد مطاعم بيروت ان من احبها فارقت الحياة" بحسب ما قاله مصدر امني لـ "النهار"، مضيفاً "حالته يرثى لها، تحدث بكل شفافية عما حصل، وكيف امسكت فدى بالبندقية، بالتأكيد لا يد له بالكارثة، عائلة الاشقر لن ترفع عليه دعوى واعتبرت الحادث قضاء وقدرا" وفق ما اكده المختار الذي قال: "الجميع يعلم الحب الذي جمع فدى بزوجها، وبمقدار حزننا على خسارتها نحزن على حالة عبد الرحمن، الذي لم يقصر يوماً تجاهها، سنتان عاشا معاً فيها اجمل الايام قبل أن تفرقهما رصاصة صيد غادرة".
تعليقات: