الطبالي.. ارتفع الاقبال عليها كثيراً خلال السنوات الثلاث الماضية
بعدما كانت ترمى على أرصفة المعامل والمحال التجارية وفي المستودعات، تحولت الصناديق الخشبية أو ما يعرف بـPallets من وسائل نقل وتخزين إلى موضة في الأثاث والمفروشات. من السرير إلى الكنبة والطاولة، مروراً باطارات الصور والمكتبات والرفوف وأواني الزرع، كلها أفكار يمكن صنعها بدقائق معدودة، باستخدام الصناديق الخشبية ولا شيء غيرها.
وقد لجأ كثيرون في الآونة الأخيرة إلى استعمال الصنادق الخشبية لأسباب متعددة. فإلى جانب ثمنها الزهيد جداً، الذي يراوح بين ٢ دولار و٦ دولارات، تبعاً لاختلاف النوعية، يعود الاقبال عليها، خصوصاً لدى فئة الشباب، إلى أن هذه الصناديق متعددة الاستعمال وسهلة النقل من منزل إلى آخر، بالإضافة إلى امكانية تكييفها مع التفاصيل التي يريدونها. ومنهم من يقول إنها زهيدة لدرجة أنهم إذا فكّروا في الانتقال إلى شقة أخرى، فإنهم لن يفكّروا بنقلها معهم.
تقول نادين: "عندما كنا نبحث عن طاولة مربّعة بسيطة نوعاً ما لغرفة الجلوس في معارض المفروشات، لم نعثر على طاولات بالمواصفات التي نريدها وبسعر زهيد. في الوقت عينه، أراد صديق التخلّص من صندوقين خشبيين. من هنا، جاءت فكرة استخدام هذين الصندوقين كطاولة. كل ما كان عليّ فعله هو وضعهما فوق بعضهما بطريقة متعاكسة، ودهنهما باللون الذي يناسب الغرفة".
تضيف: "بعد نجاح هذه الفكرة، بدأت أبحث على تطبيق Pinterest المدعّم بالصّور، عن استعمالات أخرى يمكن الاستفادة من الصناديق بها. فوجدت فكرة صنع أرائك خشبية للشرفة، بحيث يتم وضع صندوقين إلى جانب بعضهما، ووضع صندوقين آخرين فوقهما، ومن ثم تغطية الصناديق بفرشة رفيعة، فنتج عن ذلك جلسة لطيفة تشبه الجلسات العربية. أما السّر الذي يمكن إضافته إلى هذه الأرائك لتسهيل نقلها من زاوية الى أخرى، فهو تركيب دواليب صغيرة في أسفل الصناديق".
ويشرح النجار جهاد العرابي، الذي ازدهرت مصلحته بعدما بدأ بإعادة تصنيع هذه الصناديق، بالإضافة إلى تصنيعه سائر الأثاث الخشبي بالطريقة التي يطلبها الزبون، أن هذه الصناديق أو ما يعرف بـ"الطبالي"، تأتي مع البضائع المستوردة، وبعد وصولها وإفراغها، ترمى فتؤخذ إلى إعادة التصنيع.
ويشير العرابي إلى أن الاقبال على شرائها ارتفع كثيراً خلال السنوات الثلاث الماضية، لتستعمل كجزء أساسي من أثاث المنزل. وهذا ما يفسره بعودة اهتمام الزبائن بالديكور البسيط والعتيق أو vintage، وإلى امكانية تعديل القطعة التي يريدونها في أي وقت لاحق، بإضافة مواد أخرى كالميلامين أو الزجاج إليها، أو تغيير لونها ودهنها باللون الذي يناسب الفرش.
وينصح العرابي بالابتعاد عن الخشب المصنّع أو المضغوط (MDF)، الذي يتلف خلال مدة قصيرة إذا تعرّض للمياه أو الشمس، والاستعاضة عنه بالخشب الطبيعي الخام (خشب السنديان أو الصنوبر)، الذي لا يتأثر بالمياه، بينما تعتّق الشمس لونه مع الوقت، لا أكثر. أما الجزء الأهم من هذه العملية، فهو دهن هذه الطبالي قبل وضعها داخل المنزل أو حتى على الشرفة، بمواد عازلة تسمى Vernish، وهي كالطلاء، لحمايتها من الحشرات. وأخيراً، ينصح العرابي بتكرار عملية الدهن هذه كل سنتين، للحفاظ على الخشب وحمايته لفترة طويلة.
ويبدو أن هذه الأفكار الجديدة لا تقتصر على المنازل فحسب، إذ بدأ عدد من المقاهي والمطاعم باستخدام الصناديق الخشبية كجزء أساسي من الديكور، إما لتثبيتها على الحائط ووضع الزهور فيها، أو لصنع مقاعد خشبية يستعاض بها عن التكاليف باهظة الثمن للأثاث الموجود في الأسواق.
ومع غياب IKEA (وهي شركة عالمية لتصميم وبيع الأثاث الجاهز للجمع والاستعمال) من السوق اللبنانية، وجد المستهلكون بديلاً من أدواتها، باللجوء إلى الطبالي وصناديق الخشب لاستخدامها في تجهيز منازلهم بالأثاث.
* المصدر: المدن
تعليقات: