هل سينالون بدل أتعابهم؟
لا يزال مزارعو الزيتون ينتظرون دفع مستحقاتهم لدى الحملة الشعبية السعودية لإغاثة الشعب اللبناني، بعد شراء الحملة 25541 «تنكة» زيت زيتون.
وفي التفاصيل أنّه بعد عدوان تموز تقدمت الهيئة العليا للإغاثة في 14/11/2006 عبر أمينها العام اللواء يحيى رعد بكتاب إلى وزير الداخلية السعودي، والمشرف العام على الحملة الشعبية السعودية لإغاثة الشعب اللبناني الأمير نايف بن عبد العزيز، عرضت فيه مشروع دعم مزارعي الزيتون في لبنان، بحيث تشتري الحملة الشعبية مئة ألف «تنكة نصية» من زيت الزيتون، زنة الواحدة 8,5 كلغ وبسعر 50 ألف ليرة، على أن توزّع بعد التسلم بشهر على دور الأيتام والعجزة والمعوقين، إضافة إلى القوى الأمنية المنتشرة في الجنوب، بالتعاون مع الهيئة العليا
للإغاثة.
وقد وافقت المملكة العربية السعودية على المشروع في 5 نيسان الماضي، على أن تشتري 42 ألف تنكة زيت من جميع المزارعين وفي جميع المحافظات عبر التعاونيات، بعد التأكد من الفحص المخبري.
انطلقت عملية التسلم، لكنها لم تدم أكثر من شهر، فبعد جمع 25541 «تنكة»، أي حوالى 65% مما أقرّته الحملة، تغيّرت إدارة الحملة في لبنان، وأحجمت الأخيرة عن استكمال التسلم ودفع مستحقات المزارعين. وكانت «الأخبار» قد حصلت على العقود والمراسلات بين الهيئة العليا والحملة الشعبية التي تضمنت تخوف المزارعين من تأخير عمليات الدفع لهم. وكان الرد أن الحملة ستدفع للمزارعين فور التسلم والتأكد من الفحوص المخبرية. غير أن الواقع اختلف، فسلم المزارعون المحاصيل إلى التعاونيات، التي نقلتها بدورها إلى مستودعات الهيئة العليا بعد تعبئتها بصفائح معدنية، لتقتطع من المزارع 5 آلاف ليرة عن كل «تنكة» أجرة النقل وثمن العبوات، فيكون المزارع بذلك باع التنكة 8,5 ليترات بـ 45 ألف ليرة. ومرت خمسة أشهر ولم يحصّل المزارعون إلا الوعود، فالزيت ما زال ينتظر في مستودعات الحملة ليوزع على المحتاجين من أيتام أو معوقين كما جاء بشروط الموافقة على المشروع، قبل أن تفتك به عوامل المناخ الساحلي الرطب لتفسده.
يتحدّث المزارعون عن مشكلتهم بكثير من الحسرة، فيقول جوزيف نادر وهو مزارع من عكار كان قد سلّم الحملة سبعين تنكة: «رضينا بأن نبيع 8,5 كلغ بـ 45 ألف ليرة لأننا كنا بحاجة للمصاري حتى ندفع أقساط الجامعات والمدارس للسنة الماضية» ويضيف: «لقد استدنت 350 ألف ليرة لأدفع عن كل تنكة خمسة آلاف ليرة ثمن وصول التنكة إلى المستودع في بيروت».
من جهته، يرى المزارع متري البازي أن المزارعين كانوا «كبش محرقة» إدارتي الحملة السابقة والحالية، «لا تكفي الوعود. رغم مراجعاتي التي بدأت من السفير السعودي حتى مدير الحملة في لبنان أحمد الزايدي، لم أحصل إلا على «تربيح جميلة» على أساس أنّ المشروع هو لمساعدة المزارعين». وسأل بأي حق تبقى حقوقهم مرهونة لحسابات خلافية داخلية في الحملة. وتحدث عن استغلال بعض المزارعين، وهو منهم، إذ تقاضى الوسيط بين المزارع والحملة 5 آلاف ليرة ليتقاسمها مع أحد إداريي الحملة السابقة.
ورأت رئيسة الجمعية التعاونية في غريفة وعين بال ومزرعة الشوف فريال أبو حمدان إن المزارعين الذين سلموا الحملة خسروا كثيراً، لأن موسمهم لهذه السنة كان ضئيلاً، ما رفع من سعر تنكة الزيت 15 كيلوغراماً إلى ما فوق 100 دولار أميركي، بسبب التأخير في دفع مستحقاتهم. وقالت: «سلمنا الحملة 850 نصيّة، وما زلنا ننتظر أن يفوا بوعودهم التي لم تنتهِ».
أما تعاونية حاصبيا العامّة التي سلمت 5700 تنكة، فأمل رئيسها رشيد زويهد أن تصدق الحملة بوعودها لأن المزارع «رضي» أن يبيع الـ 17 كيلوغراماً بـ 90 ألفاً بسبب الأوضاع الاقتصادية السيئة التي يعيشها، كما أنه من غير المنصف أن تبقى حقوقهم ضائعة منذ خمسة أشهر». وتمنى زويهد أن تنجز عملية صرف المبالغ في أسرع وقت ممكن.
.
تعليقات: