يواصل حزب الله استعداداته للحرب المحتملة مع إسرائيل، ويقوم خبراؤه العسكريون بوضع خطط جديدة وفعالة لمواجهة أي اعتداء إسرائيلي على لبنان. والهدف هو اضفاء عنصر المفاجأة وتشتيت القوة الإسرائيلية.
تغيرت الموازين العسكرية كثيراً منذ العام 2006، وقد حصل حزب الله على مخزونات ضخمة من الصواريخ، التي صُنعت في إيران وسوريا، وتم تهريبها إلى لبنان. وتقدر المخابرات الإسرائيلية أن لدى العديد منها نطاقاً يتيح تغطية إسرائيل بأكملها. ويملك حزب الله بعض أنظمة الدفاع الجوي الروسية الفعالة جداً، بما في ذلك بطارية الصواريخ المضادة للطائرات من طراز SA-17 Buk.
وقد سلط موقع لونغ وار جورنال الأميركي، التابع لمركز أبحاث الدفاع عن الديمقراطيات الأميركية، الضوء على الاستعدادات العسكرية، كاشفاً عن معلومات باتت تعرفها الاستخبارات الإسرائيلية تفيد بأنه من بين "المفاجآت" المقبلة، نقل حزب الله أسلحة عالية الجودة ودقيقة إلى مرتفعات الجولان، التي ستكون بمثابة جبهة ثانية لجنوب لبنان. أما المفاجأة الأخرى، فهي عزمه إطلاق صواريخ بعيدة المدى على إسرائيل من عمق سوريا، وتحديداً من جبال القلمون التي يسيطر عليها في الجانبين السوري واللبناني.
يضيف الموقع أنه تمهيداً لهذه الخطوة وتحسباً لاندلاع أي حرب، جمع حزب الله ترسانة صواريخ ضخمة حول مدينة بعلبك، بالقرب من معقله في وادي البقاع لنقلها عند الحاجة واستخدامها في قصف إسرائيل. واستكمل تقريباً بناء نفق في وادي الزبداني، وربطه بمعقله في القلمون. والغرض من ذلك هو اخفاء نقل الأسلحة عن المراقبة الجوية، إذ كانت منطقة القلمون محور الضربات الجوية الإسرائيلية الأخيرة.
تحويل العمليات الصاروخية إلى منطقة القلمون، وفق الموقع، سيجعل تمويه الصواريخ سهلاً وحماية مخازنها وقاذفاتها من هجوم الطائرات الإسرائيلية. فمنطقة القلمون الواسعة، التي تمتد جزئياً على الجانبين اللبناني والسوري من الحدود، تعتبر مثالية لإطلاق صواريخ باليستية بعيدة المدى على إسرائيل.
ويشير الموقع إلى لائحة أهداف قد يستهدفها حزب الله عبر تلك المنطقة، ربطاً بخطاب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في 16 شباط 2017، وتشمل مصنع الأمونيا في حيفا (من المقرر أن يغلق قريباً)، ومفاعل ديمونة الذي يقع في مركز النقب للأبحاث النووية ويتألف من عشرة أبنية، وفيه مفاعل نووي ومصنع لإعادة معالجة البلوتونيوم وناحال سوريك الذي يعمل فيه نحو 200 عالم وتقني، ومرافق تطوير أسلحة رفائيل المتقدمة.
والحال أن الهجمات الإسرائيلية المتكررة على قوافل السلاح، التي تحاول الوصول إلى لبنان من سوريا، تسببت وفق الموقع بإنشاء مرافق جديدة لتصنيع الصواريخ داخل لبنان. ويُعتقد أن معظمها موجود في منطقة القصير الخاضعة لسيطرة حزب الله في سوريا. ويذكر الموقع بما نشرته وتناقلته بعض المواقع العربية والإسرائيلية عن قيام الحرس الثوري الإيراني ببناء مرافق لتصنيع الصواريخ بعمق أكثر من 50 متراً تحت الأرض، لتحصينها ضد الضربات الجوية، وقد تم تسليمها إلى الحزب قبل ثلاثة أشهر. ومصانع الصواريخ هذه يمكن أن تنتج صواريخ أرض- أرض بمدى يصل إلى أكثر من 500 كم، وهي قادرة على ضرب أي مكان في إسرائيل، إضافة إلى السفن الإسرائيلية ومنصات الغاز البحرية في البحر الأبيض المتوسط.
ومما لا شك فيه، وفق الموقع، أن إسرائيل تقوم برصد هذه التطورات عن كثب، وهي على علم بالتراكمات، وعلى استعداد جيد لمواجهة أي هجوم مستقبلي، من خلال تشديد جيشها على التغطية الاستخباراتية لأنشطة الحزب أثناء القيام بأعمال هندسية واسعة على طول الحدود وفي مرتفعات الجولان لعرقلة اختراق القوات المهاجمة.
* المصدر: المدن
تعليقات: