فواز حسين: الحيّة.. مسيّرة ام مخيّرة؟.. قصة عن السلف الصالح


قرية كسرى والواقعة في أعالي جبال الجليل,ترى منهاجبال الكرمل وخليج حيفا من الجهتين الغربية والقبلية ,

وترى منها ايضاجبال الجرمق والجنوب اللبناني من الجهتين الشمالية والشرقية.

قرية قديمة وتاريخها يرجع الى أيام الملك كسرى انو شروان,ملك بلاد فارس(ايران اليوم) .

قرية عامرة باهلها ووحدتهم,يتفقون على الخير والمصلحة العامة,ولا عجب انهم حافظوا على أراضيهم بعد قيام دولة إسرائيل ورغم كل محاولات سلخ ومصادرة بعضها,

قرية عمل أهلها بالزراعة ومنذ القدم :زراعة الدخان والبقوليات وكروم العنب,اما في أيامنا فاراضيهم مغطاة بكروم الزيتون .

قرية عاش فيها رجال دين اتقياء ورجال دنيا نبلاء,

والحديث هنا عن رجل ,ابن قرية حرفيش الجارة,شيخ تقي وهرم,كانت لة ابنة غالية متزوجة الى قرية كسرى,انسانة عملت مع ابن عمها في الزراعة, وكانت الامراة المخلصة والمستورة,توفيت الى رحمتة تعالة قبل عدة عقود , لكن سمعتها وسيرتها ما زالت على السنة المعمرين من أبناء القرية .

اما ابن عمها ,فكان احد اعيان بلدتة,حاتم الطائي فيها , رجل مجتمع وعمل في ان واحد .

والحديث هنا عن المرحوم أبو فرحان سلمان صباح والمرحومة ام فرحان شمسة محمد صباح من قرية كسرى .

والان عودة الى القصة :

المرحوم الشيخ أبو مهنا محمد الحسين والمتوفي عن عمر ناهز ال 104 سنة ,اذكر انا كحفيدة وفاتة عام 1968 وانا طالب في الصف الثامن.

ما سمعتة من حفيدة , ابن قرية كسرى الشيخ أبو شمس فرحان صباح وعمرة ما يقارب ال78 سنة والذي سمع هذه القصة من والدية وينقلها الى ابنائة واحفادة والاقارب والمعارف في كسرى وحرفيش ... وابن عمتي أيضا.

كسرى كما ذكرت كانت غنية بكروم العنب , حيث اعتاد الشيخ أبو مهنا من حرفيش زيارة صهرة في كسرى من حين الى اخر ورغم البعد والصعوبات , اعتاد ان يزورهم في فصل الصيف ليتطمان على احوالهم ويسعفهم قدر الإمكان :

اقاموا لة عزبة او عريشة بين كروم العنب,بعيدة عن القرية وكانوا ياتونة يوميا بالطعام والشراب ويعودون مع صناديق معباة باقطاف العنب:الماروني والأسود وبوز العجلة ...

بكلمات أخرى كان كالناطور في الكرم ,لعدة أسابيع .خدمة منة ومساعدةعلى قدر المستطاع .

وفي احد الأيام , بينما كان الشيخ أبو مهنا مستلقيا على ظهرة في العريشة , بعد ان امضى ليلة في العبادة والتامل والسهر ...

وعباءتة على جسمة في ساعات الصباح وغامضا عيناة نوعا ما ...

احس شيئا ما فوق العباءة يزحف على هامتة وعلى طولة ...

نعم راى حية طويلة , راسها يقترب من وجهة ,

شو اعمل ...يحكي مع حالة , علي ان اخاطبها :

يا امباركة ...ان كان لي نصيب ان تلسعيني فاهلا وسهلا ...وان لم يكن فتيسري ...

نعم وهنا تحدث المعجزة :يقولون ان الحية مسيرة وليست مخيرة...

وما حدث ان الحية وبهدوء تراجعت حتى القدمين , ومن ثم زحفت باتجاة اخر وبدون ان تؤذي الشيخ المذكور , وهو

نفسة لم يؤذيها ولم ينفعل بالمرة . نعم هذا ما حدث , وهذا ما سمعوة بنتة وصهرة آنذاك ,قبل حوالي ال ستة عقود .

وتناقلها الأقارب والاحفاد الى أيامنا , ومازالت الصخرة في الكرم ,اللذي تحول من كرم عنب الى كرم زيتون .

اما الاحفاد اليوم يجلسون على الصخرة وخاصة عند المساء وفي ليالي الصيف , يوقدون الشموع ويتسامرون عن أيام زمان ويستمعون الى ما يقصة الكبار عليهم , يتذكرون الأجداد والكروم , العريشة والعزبة ويحنون لتلك الفترة التي سمعوا عنها ولم يعيشوها .

انها عبرة لمن يعتبر , رحم اللة السلف الصالح وجعلهم قدوة للأجيال القادمة .

اعداد : فواز حسين
















تعليقات: