قال الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو إن مروحية تابعة للشرطة ألقت قنبلتين على مقر المحكمة العليا في كراكاس، فيما أعلن ضابط الشرطة المنفذ للهجوم بدء انتفاضة لإسقاط النظام .
وصرح مادورو خلال احتفاله بيوم الصحافي في قصر ميرافلوريس الرئاسي في كراكاس مساء أمس الثلاثاء: "لقد وضعت جميع القوات المسلحة في حال جهوزية للدفاع عن النظام العام. سنقبض سريعا جدا على المروحية وجميع من نفذوا هذا الاعتداء الإرهابي".
وأوضخ الرئيس أن إحدى القنبلتين انفجرت والأخرى لم تنفجر، دون أن يشير إلى وقوع إصابات، مؤكدا أن المروحية التي ألقتهما تابعة للشرطة الفنزويلية.
وأضاف "كان هناك حفل استقبال في المحكمة العليا، وكان باستطاعتهم أن يتسببوا (المهاجمون) بمأساة. لقد قصفوا المحكمة العليا وحلقوا فوق وزارة الداخلية والعدل. هذا هو التصعيد العسكري الذي أتيت للتنديد به".
وذكر وزير الاتصالات والإعلام الفنزويلي أرنيستو فيلياغس في وقت لاحق، أن المروحية هاجمت مبنى وزارة الداخلية أيضا، مطلقة عليه 15 طلقة نارية، وذلك قبل توجهها إلى مقر المحكمة العليا.
وبحسب الرئيس الفنزويلي فإن المروحية التي شنت الهجوم كان يقودها طيار وزير الداخلية والعدل السابق ميغيل رودريغيز توريس، الجنرال المتقاعد الذي شغل لفترة طويلة منصب رئيس الاستخبارات، لكنه في الآونة الأخيرة ابتعد عن الحكومة.
واتهم مادورو الجنرال توريس بالتورط في تحضيرات لتنفيذ انقلاب ضده.
من جهته، أدان توريس الهجوم "الجنوني" على مرافق الدولة، داعيا إلى نبذ العنف، لكنه فند كلام الرئيس، وأشار إلى أن اسم طياره هو بيدرو بيريز، وليس أوسكار بيريز، الذي اختطف المروحية وهاجم بها المحكمة العليا.
وكان بيريز وهو ضابط في جهاز التحقيقات العلمية والجنائية في الشرطة الفنزويلية خضع للتدريب الخاص، بما في ذلك قيادة المروحيات، وقد سجل قبل تنفيذ الهجوم خطابا مرئيا باسم "تحالف لأفراد الجيش والشرطة والمدنيين لا انتماء سياسي له"، دعا فيه إلى رحيل الرئيس مادورو وحكومته وإجراء انتخابات عامة.
وكانت المروحية تحمل شعارا مكتوبا عليه "350 - الحرية" في إشارة إلى المادة الـ 350 من الدستور الفنزويلي التي تعطي المواطنين الحق في عدم الاعتراف بالسلطة في حال انتهاكها القيم والمبادئ والضمانات الديمقراطية وحقوق الإنسان.
وسط هذا التصعيد، هدد الرئيس مادورو باللجوء إلى السلاح دفاعا عن حكومته الاشتراكية، حيث قال لأنصاره خلال مسيرة في العاصمة كاراكاس: "إذا وقعت فنزويلا في حالة من الفوضى والعنف ودُمرت الثورة البوليفارية، فإننا سنخوض المعركة".
وأضاف مادورو: "إذا لم نستطع فعل ذلك بالأصوات فإننا سنفعل ذلك بالسلاح".
ويسعى مادورو، الذي يقول إن المعارضة تتآمر مع الولايات المتحدة لتنظيم انقلاب ضده، إلى إجراء تصويت في 30 يوليو/تموز القادم لإقامة جمعية تأسيسية، غير أن خصومه يقولون إن هذه الخطوة ستحول البلاد إلى ديكتاتورية.
وأكد وزير الإعلام أرنيستو فيلياغس أن حادث المروحية الأخير لن يؤثر على الاستعدادات لإجراء التصويت وعقد الجمعية التأسيسية.
في هذه الأثناء، أعلن زعيم المعارضة الفنزويلية هنريك كابريليس أن مقر البرلمان، بمن فيه من النواب، تعرض لحصار من قبل من وصفهم بالجماعات المسلحة المؤيدة لمادورو. واستمر الحصار 5 ساعات قبل أن يتمكن النواب والصحفيون والموظفون من مغادرة المبنى في وقت متأخر من مساء أمس الثلاثاء.
المصدر: وكالات
تعليقات: