لمناسبة الذكرى الخامسة والأربعين لاستشهاد الأديب والروائي والقائد غسان كنفاني
وضعت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، في بيروت صباح يوم السبت ٢٠١٧/٧/٨، إكليلًا من الزهرعلى ضريح الشهيد غسان كنفاني، وابنة أخته لميس نجم في مقبرة شهداء الثورة الفلسطينية في بيروت، وذلك بحضور مروان عبد العال مسؤول الجبهة الشعبية في لبنان، وعدد من ممثلي الأحزاب والقوى والفصائل الوطنية اللبنانية والفلسطينية، وشخصيات سياسية لبنانية وفلسطينية، ومؤسسة الشهيد غسان كنفاني، وقيادة وكوادر وأعضاء منطقة بيروت ومنظماتها الجماهيرية.
وألقت زهرة من الزهرات كلمة مؤسسة الشهيد غسان كنفاني وأطفالها، أمام قبر غسان، كما كانت كلمة للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، ألقاها مروان عبد العال، مسؤول الجبهة الشعبية في لبنان جاء فيها:
زهرة نضعها كل عام مع أحبة ورفاق وأصدقاء وجيل غسان كنفاني، نجتمع معه ونذهب إليه، وهو الذي مضى، لنقول له، لكم: هو جدير بفلسطين التي كتبها بدمه، تلك الغاية النبيلة والفضيلة أوالقضية العادلة التي حملها وكتبها وناضل في سبيلها، نذهب نحن إليه وهو الغائب جسداً منذ 45 سنة، ندرسه ونتعلمه ونبحث في كلماته، نقتفي أثر دمه وحبره وحلمه وفكره، نمشي إلى إبداعاته الأدبية والسياسية والثقافية والفكرية والفنية، لأنها زادنا وهي قوتنا التي ما زالنا نواصل المسير على دربها.
نضع زهرة مع آني كنفاني رفيقة حلم غسان التي مازالت تزرع في كل مخيم زهرة ، مع ليلى ابنته ومع القائمين على مؤسسة غسان كنفاني، زهرة باسم رفاقه في كل الأمكنة، باسم الأسرى ورموزهم الأبطال، وفي مقدمتهم أحمد سعدات، زهرة للذين تكم أفواههم بالسجن، كالمناضلتين خالدة جرار وختام سعافين، زهرة باسم الذين يحاصرن بالموت والجوع والإخضاع الأمني والعسكري، لطمس حياتهم ووجودهم.
نلتقي باسمهم هنا وحول "فلسطين الحقيقية" الجديرة برموزها، وأبطالها الشهداء وأسراها، وجرحاها وشعبها، التي قال عنها: " فلسطين التي تمثل العالم كله في قصصي"، فلسطين القابلة للتشويه أوللاختزال، أو للقسمة أو فلسطين الناقصة، وليست فلسطين الخديعة التي كشفها في روايته "عائد الى حيفا" ووصفها أنها ليست مجرد ريشة طاووس في مزهرية، بل فلسطين الحقيقية التي تحتاج إلى الرجال الحقيقيين، الرجال والبنادق، أبناء الاشتباك التاريخي الذي صاغ ملامحه الفكرية غسان، وبكل ثقافة المقاومة وأسلحتها، المدنية والعنفية، فلسطين غير القابلة للبيع لا في الصفقات الصغرى ولا الكبرى، ولا بتجارة التطبيع من أجل النفط والتمييع والترويض.
لقد أجاب غسان في روايته"رجال في الشمس" ليست الصحراء هي مفتاح الطريق إلى الحلم بل الحقيقة .
الحقيقة لأنها طريق الحق، المخيم الذي حذرنا بإحدى قصصه الصغيرة بصرخة ووجع المخيم " زوروا المخيمات قبل أن تنقرض"، وما جرى ويجري لتدمير حقيقة المخيم ووهوية ورمزية المخيمات، وبوسائل تخريب شتى، هي لتشويه الحقيقة ولإسقاط الحق. حق العودة.
نذهب إلى غسان ليس لأنه سائح في المخيم، أومثقف المؤسسات غير الحكومية، وباحث أكاديمي مرسل من مؤتمرات فنادق الخمسة نجوم، لأنه المثقف الجديد الممتد بالنضال ومنزرع فيه، بل هو المقاوم الذي لم يقتله اليأس إثر ما جرى في الأردن عام 1970 ، قال:
" أنا متفائل الآن لا لأني مطمئن للمستقبل، ولكن لأني أفهم الماضي فهماً موضوعياً، وأنا متفائل لأني على استعداد لأن أموت غداً دون أن أكون نادماً على شيء في حياتي"
لقد استهدف ليس اغتيال غسان الجسد، بل الفكرة، اغتيال العقل الفلسطيني، اغتيال مصدر إنتاج الفكر، ونحن ننتصر، عندما ينتصر بفكرة ومشروع غسان كنفاني، مشروع السياسي المثقف والمثقف السياسي، الثقافة المقاومة، والقيادة الحقيقية التي تليق بفلسطين الحقيقية وبتضحيات وآمال شعبها وحلم غسان.
المكتب الإعلامي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، بيروت، لبنان.
السبت في 8/7/2017
تعليقات: