فارس لا يتعب
يا لهذا الفارس الذي لا يتعب، يحمل في قلبه ايمان الانبياء، وفي كفه نور الفجر.
تستقيم له الأمكنة، ويسجد له الزمان كسجادة صلاة.
يتعقب تعب الهمّ والحزن فينا، ويلملم أشلاء افكارنا وأسئلتنا وشكوانا وأمانينا، وبصوت كالحداء يجترح فينا المعجزات وينفض عنا غبار الأزمات، ويضرم في حنايانا شهوات العزة والكبرياء، ويطرد من معابدنا شياطين الخوف، ويشد فينا عضد الرجال.
له جاذبية عند أحبائه كرائحة الخبز، ولكلماته وقع الطمأنينة في الروح، والتعب معه كعرق حصاد الحنطة ولفحة شمس الخريف، في داخله طفل مشاكس لا يهدأ، وفي طلته سطوة النبلاء.
عندما يتكلم عن المقاومة ورجالها وبطولاتها ينسكب الضوء من عينيه، ويتراقص الفرح على وجنتيه، ويعيد لنا جذالة الأطفال وسحر الأماكن ونبل التراب وذكريات أغصان التين والزيتون، والمخابىء بين شقوق الصخور، لهذا هو شقيق القلب ولحن الأعراس والوعد الصادق، لهذا هو سيد أطفالنا والعشق الطاهر لنسائنا، ولهذا كله نسميك بلادنا.
تعليقات: