شكّل لبنان دائماً مقصداً للسيّاح، من مختلف دول العالم العربية والغربية، نظراً إلى معالمه الطبيعية الجميلة، فضلاً عن مناخه الذي يتصدر مقومات قطاع السياحة فيه، لذلك، تسعى الوزارات والنقابات المعنيّة، بكل الوسائل إلى تنشيط الحركة السياحية فيه.
ويرى الأمين العام لنقابة أصحاب الفنادق في لبنان، وديع كنعان، أن صيف 2017 سيكون أفضل المواسم، لافتاً “إلى أنه بفضل التعاون بين القطاعـين الخاص والعام وبمبادرة من وزارة السياحة، سيستقبل لبنان ممثلين عن 120 من كبرى الشركات السياحية في العالم، سيجري إختيارهم من قبل المعنيين، بعدما أبدت أكثر من 700 شركة من أكثر من 25 دولة رغبتها بذلك، في سياق ترويج السياحة اللبنانية حول العالم.
السياحة الريفية
كذلك، أطلق وزير السياحة ميشال فرعون، في العام 2016، مسابقة “القرية المفضلة لدى اللبنانيين”. وهذه الفكرة تهدف إلى التصويت لإختيار عشر قرى مفضلة، على مدى ثلاث سنوات متتالية، تشجيعاً للسياحة الريفية.
ووفق فرعون، يمثل قطاع السياحة الريفية حالياً 8,5 في المائة، بعد أن كان يشكل 5 أو 6 في المائة فقط من السياحة في لبنان، على أمل الوصول إلى نسبة 20 في المائة في العام 2021.
ومن ضمن أهداف وزارة السياحة اللبنانية، التركيز على السياحة البيئية التي شهدت إنتعاشاً في العام 2015، في ظل إنتشار بيوت الضيافة وسياحة المهرجانات، التي تعدّت الـ110 مهرجانات في العام.
لكن يبقى السؤال، إلى أي مدى تطال أهداف الوزارة كل المناطق اللبنانية وتحديداً، تلك المنسيّة منذ عشرات السنين؟
إهمال سياحي
تمتاز مناطق قضاء حاصبيا، بطبيعتها الخلابة، فهي ما تزال تحافظ على طابعها الريفي، من حيث إنتشار الأشجار المعمّرة والغطاء النباتي الغنّي، فضلاً عن نهر الحاصباني وضفافه، التي تشكّل إحدى أجمل المناطق اللبنانية، حيث تنتشر على ضفتيه منتزهات عديدة، تعوّل في كل عام، على موسم سياحي جيّد، ربما يعوّض الإهمال والتناسي الذي تعاني منه.
وعلى الرغم من المقوّمات الطبيعية، التي تجعل من المنطقة سياحيّة بإمتياز، فإن الدولة اللبنانية، بدل أن تلتفت وتحافظ على هذه الثروة ، تسعى إلى محاربتها.
في هذا الإطار، يقول مدير منتزه “شلالات الحاصباني” فادي أبو ترابي: لا تقدم الدولة التسهيلات المطلوبة لتنشيط حركة السياحة، بل تمنع دخول الأجانب إلى المنطقة الحدودية.
إضافة إلى أن هذه المنطقة غير مصّنفة على قائمة المناطق السياحية في لبنان، على الرغم من وجود كثير من المعالم والمقوّمات فيها، كالكنائس القديمة، السرايا الشهابية، نهر الحاصباني، خلوات البياضة وغيرها”.
يتابع “في المقابل، أصدرت وزارة السياحة إنذارات إلى العديد من أصحاب المنتزهات، لتسوية أوضاعهم التي تعاني من مشاكل قانونية، في دوائر التنظيم المدني، نتيجة الفوضى التي كانت سائدة خلال فترة الإحتلال.
وقف التمييز
من جهة أخرى، تسعى بلدية حاصبيا إلى مساعدة المنتزهات ضمن إمكاناتها، التي يبدو أنّها غير كافية، فوفق أبو ترابي “البلدية لا تقصّر وهي تعمل جاهدة لتحريك العجلة السياحية، لكن يبقى عملها غير كافٍ، فالمطلوب إلغاء الخصوصيّة الطائفية السائدة في لبنان. وأن تلتزم الدولة بواجباتها، بدل المطالبة بحقوقها فقط”.
عن نشاط الموسم هذا العام، يقول أبو ترابي “يتسم الموسم الحالي بالضعف ونحن نعاني مثل جميع المناطق اللبنانية، من الحركة الخفيفة، حتى خلال أيام الآحاد. ومما زاد من معاناتنا، تزامن بداية الموسم مع شهر رمضان المبارك، الأمر الذي إنعكس ضعفاً إضافياً في حركة الزبائن”.
يتابع ” يبدأ التحضير لموسم الصيف، في بداية الشهر الخامس (أيار- مايو) من كل عام. وتزداد الحركة عند إنتهاء المدارس. لكن للأسف هذا العام، الحركة خفيفة. ربما يعود ذلك للوضع المعيشي الصعب، الذي يعاني منه المواطن اللبناني، الأمر الذي ينعكس مباشرة على عملنا”.
موسم الأعراس
يعتمد العديد من منتزهات المنطقة على حجوزات “موسم الأعراس”، خصوصاً أنّ الأماكن المؤهلة لإستقبال هكذا حفلات محدودة، الأمر الذي يعوّض على أصحاب المنتزهات، قليلاً من ضعف الموسم السياحي، إذ أن معظم الحجوزات تتعدى العام الحالي إلى العام المقبل.
لكن، يبقى الأمل في تحسّن الموسم، إذ يأمل أبو ترابي “بتحسن الحركة بعد العيد، على الرغم من أن الفترة المتبقية لنهاية الموسم غير كافية، كي نعوّض خسائرنا، نظراُ إلى إلتزاماتنا العديدة، المتمثلة في أجرة اليد العاملة، الفواتير الشهرية (بين600 إلى 700 ألف ليرة لبنانية)، إضافة إلى أدوات ولوازم المطبخ والرسوم البلدية”.
* المصدر: GreenArea
تعليقات: