من مفاعل دردارة الخيام.. وهذا السهلُ الممتنع.. من خيام المساجد والكنائس تحت بلدة واحدة.. خيام المقاومين ورجالِه الذين منحهم الله إسمَه.. كان خطابُ النصر الشاهدُ على أحدَ عَشَرَ نصراً.. على وادي الحجير وانكسارِ الميركافا.. على دباباتٍ متروكةٍ بين سهلٍ ومنحدر..
على الرابع عشر من آب اللهّاب في هزيمة إسرائيل هو النصرُ مهما تقدّم به الزمن.. ومهما رَسموا خطوطاً زرقاً وحمراً.. وأَتَوا بقواتِ طوارئ للشهادة على تحركِ رجالٍ هم في الأصل غيرُ مرئيين.. لا يمكنُ لإسرائيل أن تَضبُطَهم بالعينِ المجردة.. فهم يَطلعون ويتكاثرون ويتعاظمون.. أَزاحوهم من نهر الليطاني فشُوهدوا عند جنوبي نهر الفرات وعلى بساطِ المنطقة ورياحِها وعلى هذه الجغرافيا تحدّث الأمينُ العام لحزب الله السيد حسن نصرالله.. فأجرى لإسرائيل اختبارَ التهديد بالحرب وقدّم لها "حِسبةً" غيرَ بسيطة.. إذ إنّ أيَ حربٍ على لبنان ستُكلّفها ثمناً لن تستطيعَ تحمُّلَه وهي ستكونُ أمام دفْعِ الثمن وبنصرٍ مشكوكٍ فيه ولما أَخذت إسرائيل عِلماً بخطرِ الأمونيا وفكّكته بقرارٍ قضائي..
نَكأَ نصرالله مُفاعلَ ديمونا وحَلّق فوقَهُ.. وقَصفَ كلامياً هذه المرة وإذ احترمَ الأمينُ العام لحزب الله حضورَ الحكومة في البيت الأبيض خلال خطابه السابق.. فإنه كان يُرجِئُ عملَ الأمسِ إلى اليوم.. ويذُكِّرُ ترامب بجَهالتِه وبأنّ حزبَ الله هو شريكٌ للحكومة التي يتقاسمُ معَها الأميركيون محاربةَ الإرهاب وقال نصرالله إنّ مَن يُقاتلُ الإرهابَ اليوم في المِنطقة هو حزبُ الله..
الحزبُ ذو القوّةِ الهدّامةِ المدمِّرة الخَطِرة نعم، لكنْ في وجهِ إسرائيل وتمنّى نصرالله ألاّ يكونَ هناك أيُ شريكٍ لبنانيّ من تحتِ الطاولة يَسيرُ وراءَ الأوهام.. واعداً بأنّ داعش أصبحت مسألةَ وقت.. وسنكونُ أمامَ انتصارٍ حاسم.
هو خطابٌ تحتَ شمسِ الخيام ونصرِها.. تلك البُقعة من جنوب لبنان التي تحدّث نصرالله عن مِيزةِ عيشِها المشترك فالتاريخُ يَذكرُ نضالاتِها المحفورةَ على شجرٍ وماء.. ومن صفحاتها شهادةُ حكيمِها (شكرالله كرم) عامَ سبعةٍ وسبعين الذي سَقطَ برصاصاتٍ إسرائيلية إستهدفت عمق تجذره بالارض.
* مقدّمة النشرة المسائية 13-08-2017 - لقناة الجديد
تعليقات: